Principles of Da'wah and Its Methods 2 - University of Madinah
أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة
Daabacaha
جامعة المدينة العالمية
Noocyada
اصطلاحًا:
هو الطريق المؤدِّي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم، بواسطة طائفة من القواعد العامة، التي تُهيمن على سير العقل، وتُحَدَِّد عمليَّاته، حتى يصل إلى نتيجة معلومة.
فمنهج الدَّعوة: "هو الخطة الكلية، والنظام العام، الذي يحدِّد الإطار العام لكلِّ جوانب الدَّعوة، وهو الَّذي يجمع كافة جزئيَّات قضاياها، ويُنسِّق بينها لتتكامل ولتحقِّقَ ما يُراد منها على الوجه الصَّحيح".
فمن خلال التَّعريف اللُّغويِّ والاصطلاحيِّ لكلمة "المنهج"، يتضح أنَّ الدَّعوة إلى الله، بما تحمل بين ثناياها من العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، وما تضمَّنته من أخبار الرُّسل والأمم السابقة وأحوال الآخرة، هي ذات طريق واضح ومنهج مبين، تدركه الفطر النقيَّة والعقول الواعية والنفوس المستقيمة والبصائر المستنيرة، فالدَّعوة إلى الله ليس فيها غموض الفلاسفة ولا ألغاز الكهَّان ولا هرطقة المشعوذين ولا تمتمة السحرة ولا تقعُّر المتفيهقين، إنَّما هو منهجٌ ظاهر وطريق بارز يلامس قلوب البشر جميعًا، وقد أخبر القرآن الكريم عن وضوح هذا المنهج، قال تعالى:
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام:١٥٣].
وقال تعالى:
﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦١ - ١٦٣].
وعن جلاء هذا المنهج وظهوره، قال جلَّ شأنه:
﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف:١٠٨].
1 / 182