متاعب التعدُّد وموضوع الغيرة:
لو كانت متاعب التعدُّد للزوجات تقف عند ضرورة أن ينام حيث يفرض عليه الواجب، ويلتزم بينهما في النفقة على ما بينا. ربما هان الأمر.
ولكن المطلوب أبعد من كل هذا وأشدُّ.
موضوع الكلمة يحاسب عليها، وبشاشة الوجه،
وأفعال الغيرة. وما أدراك ما الغيرة؟
لقد سيطرن حتى على أمهات المؤمنين، مع أن القرآن الكريم قال عنهن: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ﴾
وسبب شدة غيرتهن أن الرجل كلما كان عظيمًا كلما زادت غَيرةُ الزوجات عليه، فكيف إذا كان الزوج هو النبي ﷺ الذي جمع الله فيه محاسن الأمة ليكون قدوة لها في كل كمال.
لقد كان النبي ﷺ يربي نساءَه، ويُعِدُّهنَّ لأمر عظيم.
عندما دخلت هالة - أخت السيدة خديجة ﵂ على النبي ﷺ فبش لها وقال: اللَّهُمَّ هَالَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَغِرْتُ فَقُلْتُ مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا"
في مسن الإمام أحمد ﵀ عن عَائِشَةَ قَالَتْ:
"كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ قَالَتْ فَغِرْتُ يَوْمًا فَقُلْتُ مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ ﷿ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا قَالَ مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ ﷿ خَيْرًا مِنْهَا قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ وَرَزَقَنِي اللَّهُ ﷿ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ".
لقد غارت عائشة من خديجة ﵂ بعد موتها لكثرة وفاء النبي ﷺ لها.
والوفاء من أخلاق الدين.