الكريمة التي ذكرت فيها الحكمة، كقوله تعالى - إخبارًا عن دعوة إبراهيم لأهل الحرم - قال تعالى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ ١. أي “يعلمهم الخير فيفعلوه، والشر فيتقوه”٢. وكقوله تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ ٣.
فالحكمة الإصابة في القول، وقيل العلم والفقه والقرآن. وقال أبو العالية: الحكمة خشية الله، فإن خشية الله رأس كل حكمة. وقال إبراهيم النخعي: الحكمة الفهم. وقال أبو مالك: الحكمة السنة ٤.
ويقسم ابن قيم الجوزية الحكمة إلى قسمين: قولية: وهي قول الحق، وفعلية: وهي فعل الصواب، وكل طائفة لهم حكمة يتقيدون بها، وأصح الحكم من كانت حكمته أقرب إلى حكمة الرسل التي جاءوا بها من الله ٥.
ثانيًا: في المفهوم الغربي:
يقول فيليب، هـ. فينكس أحد فلاسفة الغرب عن الحكمة في فلسفتهم “إنّ الفلسفة ليست الحكمة ذاتها، ولكنها حب الحكمة، فالفرد الجاهل عند بحثه