Phenomenon of Loanwords in Arabic Grammar
ظاهرة التقارض في النحو العربي
Daabacaha
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Noocyada
والاسم الذي بعدها يكون مرفوعا على أنه اسم لها، ويأتي بعد ذلك الخبر المنصوب، نحو قول هدبة بن خشرم:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب
وقول رؤبة:
أكثرت في اللوم ملحا دائما ... لا تكثرن إني عسيت صائما
وقوله في المثل: عسى الغوير أبؤسا١.
وقد تخرج (عسى) عن عمل الرفع والنصب على الترتيب إلى عمل النصب والرفع، فيقال: عسايَ وعساك وعساه، وقد قيل في تخريج ذلك٢:
إن عسى اقترضت عمل النصب والرفع على الترتيب من لعلّ.
ب- (لعلّ) حرف يفيد معنى الترجي والطمع، وقرد يرد إشفاقا٣، نحو قوله تعالى: ﴿فلعلك باخع نفسك على آثارهم﴾ (الكهف: ٦)، ومعلوم أنه ينصب الاسم ويرفع الخبر كإنّ، هذا هو الأصل في عمل هذا الحرف، وقد ينصبهما على قلة، حكي عن بعض العرب: لعل أباك منطلقا، وخبر هذا الحرف الأصل فيه أن يجيء اسما صريحا كما تقدم في الآية الكريمة، وقد يخرج خبره عن كونه اسما صريحا فيجيء فعلا مضارعا مقترنا بأن، مقترضة هذا الحكم من (عسى) ٤، نحو قول متمم بن نويرة:
لعلك يوما أن تلم ملمة ... عليك من اللائي يدعنك أجدعا
ومنه الحديث: "فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض" ٥.
وهكذا رأينا في الأمثلة المتقدمة أن (عسى) أجريت مجرى لعل في نصب الاسم ورفع الخبر، كما أجريت (لعل) مجرى (عسى) في اقتران خبرها بأن، قال صدر الأفاضل: أجري لعل بحيث أدخل على خبرها (أن) المصدرية مجرى عسى، كما تجرى عسى مجرى لعل، وهذا على طريق المقارضة٦.
_________
١ مجمع الأمثال: ١/٤٧٧.
٢ راجع مغني اللبيب: ٢٠٢.
٣ شرح ابن الناظم: ٦٢.
٤ مغني اللبيب: ٣٧٧-٣٧٩، ٩١٧، ٦٢٣.
٥ صحيح البخاري: كتاب الأحكام.
٦ راجع شروح سقط الزند ٤/١٨٥٢.
58 / 245