39

Phases in the Principles of Tafsir

فصول في أصول التفسير

Daabacaha

دار ابن الجوزي

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ

Noocyada

بيَّن الله في هذه الآية مهمة الرسول ﷺ وهي بيان القرآن، ولما كانت هذه المهمة موكلة بالرسول ﷺ لَزِمنا أن نرجع إلى تفسيره لهذا القرآن، ومن المقومات التي تجعلنا نرجع إلى تفسيره ﷺ أن السنة وحي من الله لقوله تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ٤]، ولذا فهي بمنزلة القرآن في الاستدلال، وهي أصل في فهم القرآن؛ لقوله تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ﴾، وهذا يعني أنه لا يمكن الاستغناء عن البيان النبوي؛ لأنه لا أحد من خلق الله أعلم بمراد الله من رسوله ﷺ. الأنواع المستنبطة في تفسير الرسول ﷺ للقرآن: يمكن استنباط أنواع التفسير النبوي للقرآن (١) بعد استعراض الأحاديث النبوية، وقد ظهر لي من خلال ذلك ما يلي: ١ - أن يبتدأ الصحابة بالتفسير فينص على تفسير آية أو لفظة، وله أسلوبان: أـ أن يذكر التفسير، ثم يذكر الآية المفسَّرة. ب - أن يذكر الآية المفسَّرة، ثم يذكر تفسيرها. ٢ - أن يشكل على الصحابة فهم آية فيفسرها لهم. ٣ - أن يذكر في كلامه ما يصلح أن يكون تفسيرًا للآية. ٤ - أن يتأول القرآن، فيعمل بما فيه من أمر، ويترك ما فيه من نهي. وإليك أمثلة هذه الأنواع: ١ - أن ينص على تفسير آية أو لفظة، وله أسلوبان: الأول: أن يذكر التفسير ثم يذكر الآية المفسَّرة:

(١) طرحت هذا الموضوع بتفصيل أكثر، وترتيب في التقسيم، ينظر كتابي: «مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير» (ص١٣٨ - ١٥١).

1 / 43