مظلومًا من أهلها وغيرهم ممن دخلها إلا قاموا معه، وكانوا على الظالم حتى يردوا عليه مظلمته.
فهو تحالف على التناصر قبل الإِسلام والأخذ للمظلوم من الظالم.
الله أكبر: في الجاهلية قبل الإِسلام الناس لا يحبون الظلم ويقفون في وجه الظالم، فما بالنا في هذا القرن قرن الحضارة والتقدم -زعموا- لا أرى أحدًا يقف في وجه الظالم، ويقول له اتق الله، ولا أحد يقف مع المظلوم، ولكن نقول لا غرابة في ذلك فالكفار ملة واحدة اجتمعوا على إبادة الإِسلام والمسلمين، ولكن لن يصلوا أبدًا إلى ما أرادوا، فالأمة الإِسلامية إن رجعت إلى دينها استطاعت أن تسير بهذا العالم إلى سعادة الدنيا والآخرة، أما يوم أن انصرفت الأمة عن دينها -إلا من رحم ربي- فكان ما كان.
فيا أمة الإِسلام عودوا إلى دينكم، فرسولنا ﷺ يقول: "إذا تبايعتم بالعينة (١) وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" (٢).
فالنصر لا يأتِ إلا من عند الله قال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾.
الحدث الثاني: زواجه ﷺ من خديجة ﵂ -.
عباد الله! أما زواجه ﷺ من خديجة ﵂ فقد كان ﷺ في بداية حياته يرعى الغنم. قال ﷺ: "ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم" فقال له أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط" (٣)، ثم اشتغل ﷺ بعد ذلك بالتجارة.