236

Paths of Peace from the Authentic Biography of the Best of Creation, Peace Be Upon Him

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Daabacaha

مكتبة الغرباء

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٨ هـ

Goobta Daabacaadda

الدار الأثرية

Noocyada

فعادوا، وقدم الرسول ﷺ وقد دخلوا بيوتهم، فبصر به يهودي فناداهم بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جَدُّكم الذي تنتظرون، فخرجوا فاستقبلوه وكان فرحتهم به غامرة فقد حملوا أسلحتهم وتقدموا نحو ظاهر الحرّة فاستقبلوه.
ونزل رسول الله ﷺ في قباء في بني عمرو بن عوف أربع عشرة ليلة وأسس مسجد قباء، ولما عزم رسول الله ﷺ أن يدخل المدينة أرسل إلى زعماء بني النجار، فجاءوا متقلدين سيوفهم وعدد الذين استقبلوه من الأنصار خمس مئة. فأحاطوا بالرسول وبأبي بكر وهما راكبان، ومضى الموكب داخل المدينة.
"وقيل في المدينة: جاء نبي الله، جاء نبي الله ﷺ" وقد صعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمان في الطرق ينادون: يا محمَّد يا رسول الله، يا محمَّد يا رسول الله.
قال الصحابي البراء بن عازب ﵁ وهو شاهد عيان "ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ﷺ" (١).
عباد الله! أما الدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من هجرة النبي ﷺ فهي كثيرة جدًا منها:
أولًا: الدين أغلى عند المسلم من كل شيء، فالرسول ﷺ وأصحابه تركوا ديارهم وأموالهم فداء ونصرة لهذا الدين العظيم، وهذا يظهر من قوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا

(١) "السيرة النبوية الصحيحة" أكرم ضياء العمري (ص ٢١٨ - ٢١٩).

1 / 227