Paradise Under Your Feet
الدفاع عن الله ورسوله وشرعه
Noocyada
أحاديث متفرقة في إثبات الشفاعة الكبرى لرسول الله ﷺ
وعن البخاري من حديث آدم بن علي قال: سمعت ابن عمر ﵄ يقول: (إن الناس يصيرون يوم القيامة جثًا -يعني: يبركون على ركبهم- كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان! اشفع لنا.
حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي ﷺ، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود)، والمقام المحمود: هي الشفاعة الثابتة للنبي ﵊.
وعند مسلم من حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال النبي ﵊: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر ويأتي إلى ربه، وأول شافع، وأول مشفع) ﵊.
وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة ﵁ قال: (قال النبي ﵊ في قوله: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء:٧٩] قال: هي الشفاعة)، فالشفاعة من كذب بها فقد كذب بالقرآن، أي: بالمقام المحمود المذكور في القرآن.
وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: قال النبي ﵊: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع يوم القيامة ولا فخر).
لماذا أصر على تكرار هذه الآثار والأحاديث رغم أنها تدل على معنى واحد وهو إثبات الشفاعة؟ لأبين لك أن هذه العقيدة أتت إلينا بطريقة التواتر كالقرآن الكريم تمامًا، فمن كذب بها فقد كذب بالقرآن، وغير ذلك من الطرق والروايات التي أتت بالشفاعة العظمى للنبي ﵊؛ لأبين لك أن من قال: إن الشفاعة أتت بطريق الآحاد ليس له حظ علم في ذلك، بل هي متواترة، أو قد يقول قائل: إن الشفاعة لا تدخل في حدود العقل والعقل لا يتصورها.
فنقول له: دع عنك عقلك وآمن بالله العظيم، ولو أن لك عقلًا لسألناك عن كل غيب لله ﷿.
أتى رجل من المبتدعة إلى عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى إمام من أئمة السنة، وقال: يا إمام! يسأله في ذات الله ﷿، وإن كان اللسان والقلب لا يقوى على سرد ذلك الآن، لدلالة جرحه، فقال ابن مهدي: يا فلان! يرحمك الله، دع عنك هذا وسل عن المخلوق، فإن الخالق لا يعلم كنهه أحد إلا الله، بل من المخلوقات من لا يعلمها إلا الله ﷿، ألا تعلم أن الله تعالى خلق جبريل ﵇ وله ستمائة جناح؟ قال: بلى، قال: صف لي جبريل ﵇ على هيئته التي خلقه الله عليها؟ صف لي مخلوقًا له ستمائة جناح؟ فعجز الرجل أن ينطق بجواب، فقال ابن مهدي: وأنا أعافيك من خمسمائة وسبعة وتسعين جناحًا، صف لي مخلوقًا واحدًا بثلاثة أجنحة، وركب الجناح الثالث حيث ركبه الله ﷿، فعجز الغلام واعتذر لـ عبد الرحمن بن مهدي ولم يتكلم في ذات الله ﷿ بعد ذلك.
هذا الأثر إنما نسوقه لوجوب الإيمان بالغيب الذي أمر الله ﷿ به، حتى وإن لم يكن ذلك في مقدور عقولنا، ومتى كان العقل يحكم على النص؟! إن ذلك منهج عقلي اعتزالي لا قيمة له عند أهل السنة والجماعة.
ومن حديث أبي بن كعب عند مسلم، قال: (كنت في المسجد فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه)، وأنتم تعلمون أن أبي بن كعب من قراء الصحابة، بل من أسياد قراء الصحابة.
فلما قرأ ذلك الرجل قراءة أنكرها أبي لا علم له بها، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه أنكرها كذلك أبي ودخل ثالث، فلما قضوا الصلاة قال: (إنكم قرأتم قراءة أنكرتها، فقالوا: نذهب إلى النبي ﵊، فقرأ كل واحد بالقراءة التي قرأها أمام النبي ﵊ فأقر الجميع ونصح أبيًا بذلك) وفي آخر الحديث: قال النبي ﵊: (فلك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها، فقلت: يا رب! اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلائق، حتى إبراهيم ﵇ يأتي إلى النبي ﵊ في هذا المحشر وفي هذا الموقف فيسأله الشفاعة له وللناس)، وفي رواية: (واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة).
وعن أبي بن كعب أن النبي ﵊ قال: (إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر)، يعني: لست أفاخر بذلك، ولكني أخبركم بما سيكون يوم القيامة.
وعند البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال النبي ﵊: (أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي) يعني: خص النبي ﵊ بخمس، وخصائصه كثيرة، لكن هذا الحديث أثبت خمسًا.
قا
1 / 7