Paradise Under Your Feet
الدفاع عن الله ورسوله وشرعه
Noocyada
الأسئلة
والشيخ أمين يقول في رسالته: ليست مسألة الحساب بدعة، وأنه قد سبق إلى ذلك بأقوال السلف، والجواب عليه قد سبق، فقد سبق بذلك سبقًا غير مرضي ولا محمود، ومن سبقه بهذا الكلام قد رد عليه أهل العلم، فالإمام الطبري رد عليه من هو مثله وأعلى منه قدرًا.
فنقول: إن اعتماده على كلام الطبري والسهيلي والسيوطي ليس مرضيًا ولا محمودًا؛ لأنه قد ثبت بطلانه، فإن الإمام الطبري عليه رحمة الله اعتمد الحساب وقال: إن هذه الأمة لا يزيد عمرها عن ألف، وقد زاد بالفعل، فثبت تكذيبه، وكذلك ثبت تكذيب السهيلي، ويبقى تكذيب السيوطي، ثم أمين جمال الدين.
إذًا: فلم يعرض الكاتب نفسه لأن يكون في يوم من الأيام كاذبًا؟! فهو الآن عند الناس متنبئ؛ لأن العمر الذي افترضه لم يحن بعد، ولكنه بعد حين سيكون كاذبًا كما كان سلفه الطبري والسهيلي.
وهب أن القيامة قامت والأشراط تحققت قبل سنة (١٥٠٠) فهذا ليس دليلًا على صدق أخينا الشيخ أمين أو السيوطي؛ لأنهما يخبران عن الغيب وهذا لا يجوز في حقهما، والطبيب إذا أعطاك الدواء وقال له: إنك ستشفى به بإذن الله؛ فلا يعني ذلك أن الطبيب كان على يقين جازم أن الشفاء سيتحقق عن طريق هذا الدواء، فالدواء سبب، وقد يتخلف السبب عن المسبب والمسبب عن السبب، فلو أن القيامة قامت قبل العام الذي حدده السيوطي ومن بعده الشيخ أمين فليس في هذا دليل على مصداقيتهما أبدًا، وليس فيه كذلك صحة هذه النبوءة، وإنما نقول: إن الذي يتكلم في أمر الساعة أو أشراطها أو عمر هذه الأمة إنما يتكلم رجمًا بالغيب، ولا يجوز له ذلك.
9 / 26