Orientalists and Missionaries in the Arab and Islamic World
المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي
Daabacaha
دار الوعي العربي
Noocyada
رجال اللاهوت في هذا الصدد، فقد كتب الإيغومانس ميخائيل مينا ناظر المدرسة اللاهوتية (الأنبا يؤنس) بحلوان في كتابه علم اللاهوت في الجزء الأول في صفحة ٢٣٨ ما نصه: (أن الأقنوم كلمة سريانية الأصل، تشير في مسماها إلى كائن حي قدير مستقل بذاته، ينسب أفعاله إلى نفسه)، وفي صفحة ٢٣١ - ٢٣٣ قال: (إننا نجد أن كل أقنوم من هؤلاء الأقانيم الثلاثة يخاطب الآخر أو يتكلم، ففي أثناء معمودية المسيح ﵇ قيل: أن الأقنوم الأول أشار إلى الأقنوم الثاني قائلًا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت - متى ٣: ١٦" وفي إقامة المسيح ﵇ للعارز من الأموات قيل: إن الأقنوم الثاني خاطب الأقنوم الأول بقوله: "أشكرك أيها الآب، لأنك سمعت لي - يوحنا ١١: ٤١"، وعندما أراد المسيح أن يتنبأ بصعوده إلى السماء قيل: إن الأقنوم الثاني تنبأ عن الأقنوم الثالث بقوله: (ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم - يوحنا ١٦: ١٤)، وقال جنابه أن المسلم به أن أسماء وصفات الشخص الواحد المختلفة لا يمكنها أن تتخاطب معًا أو تتكلم عن بعضها بأمور صريحة تسمعها الآذان وتدركها الأفهام.
ولقد كان الإختلاف في مفهوم الوحدانية مثار الجدل المريد منذ فجر المسيحية، وكلما ظهر بين الآباء من يناشد الحق ويسير في الطريق المستقيم هبت الكنيسة لتقاوم وتدفع العقيدة إلى البطلان والشرك، فلقد ظهر آريوس، وأراد أن يضع أسسًا سليمة للوحدانية، ونادى بانسانية المسيح، وأنه لا يمكن أن يعادل الله أو يشبهه موجهًا لخصومه ما جاء في التوارة من القول عن الله:
1 / 19