Opinions of Ibn Ajiba - Presentation and Critique
آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م
Noocyada
المبحث الخامس:
دعوى التلقي عن الخضر ﵇ -
للخضر ﵇ مكانة كبيرة عند الصوفية، ويسعى بعضهم أن يلتقي به ويأخذ عنه العلوم الباطنة، إذ هي المقدمة عندهم، بل اعتقدوا أن تلقي العلم عن الخضر لا يقبل الشك ولا الخطأ، ولم يسلم ابن عجيبة من التأثر بمعتقدات الصوفية في الخضر ومما يوضح ذلك آراؤه فيه.
أولًا: رأي ابن عجيبة في الخضر ﵇ أنبيٌّ هو أم ولي
قال في تفسير قول الله تعالى: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ (^١) هي الوحي والنبوة، كما يُشعر به تنكير الرحمة، وإضافتها إلى جناب الكبرياء، وقيل: هي سرُّ الخصوصية، وهي الولاية، فالخضر ﵇ قيل: إنه نبيٌّ بدليل قوله في قول الله ﷿: ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾ (^٢) وقيل: وَلِيٌّ (^٣).
وعند تأمُّل ما ذكره ابن عجيبة نجد أنه لم يجزم في حال الخضر ﵇ أنبيٌّ هو أم ولي، وجمهور العلماء على أنه نبيٌّ مرسلٌ من الله ﷿.
قال الثعلبي (^٤): "هو نبيٌّ في جميع الأقوال" (^٥).
(^١) سورة الكهف: ٦٥.
(^٢) سورة الكهف: ٨٢.
(^٣) البحر المديد ٣/ ٢٨٨.
(^٤) أبو إسحاق، أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، مفسِّر، له تفسير (الكشف والبيان عن تفسير القرآن) مشهورٌ بتفسير الثعلبي، وهو من أهل نيسابور، توفي سنة ٤٢٧ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ١/ ٧٩ - ٨٠، البداية والنهاية ١٥/ ٦٥٩ هـ.
(^٥) الزهر النضر في حال الخضر ١/ ٢٨.
1 / 196