وقال محمد بن كعب: وكان الرجل منهم يكون مع أهله في فراشه وقد صارا حجرين.
قال وسألني عمر بن عبد العزيز فذكرت ذلك فدعا بخريطة أصيبت بمصر فأخرج منها الفواكه والدراهم والدنانير وأنها حجارة.
وقال محمد بن شهاب [ق 50 ب] الزهرى (1): دخلت على بن عبد العزيز (2) فقال: يا غلام أئتني بالخريطة، فجاء بخريطة نثر ما فيها فإذا فيها دراهم ودنانير وتمر وجوز وعدس وفول. فقال كل يا ابن شهاب، فأهويت إليه فإذا هو حجارة. فقلت ما هذا يا أمير المؤمنين، قال هذا ما أصاب عبد العزيز بن مروان من مصر، إذ كان عليها واليا وهو مما طمس الله عليه من أموالهم.
وقال المضارب بن عبد الله الشامى (3) أخبرنى من رأى النخلة بمصر مصروعة وأنها لحجر، ولقد رأيت ناسا كثيرا قياما وقعودا فى أعمالهم، ولو رأيتهم ما شككت فيهم قبل أن تدنوا منهم أنهم اناس وأنهم الحجارة، ولقد رأيت الرجل ورفيقه وأنه ليحرث على ثورين، وأنه وثوريه لحجارة. ونقل وسمه بن موسي في قصص الأنبياء أن فرعون لما هلك وقومه وآمنت بنو إسرائيل فاعليته، ندب موسى (عليه السلام) من نقبائه الأثني عشر نقيب أحداهما كالب بن موما والآخر يوشع بن نون مع كل واحد من سبطه أثنا عشر ألفا، وأرسلها إلي مصر وقد خلت من حامية [ق 51 أ] لغرق أهلها مع فرعون- فأخذوا ذخائر فرعون وكنوزه وعادوا إلى موسي.
فذلك توريثهم أرض مصر يعنى قول الله تعالى عن قوم فرعون فأخرجناهم من جنات وعيون، وكنوز ومقام كريم (4) وكذلك وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها (5) يعني أرض مصر أورثها لبنى إسرائيل أنهم هم المستضعفون فى الأرض وجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض.
Bogga 65