============================================================
السلطان الملك الناصر على ما جرى كتب إليهما مهددا متوعدا، فأسرعا في طلب المعذرة مؤكدين ولاعهما وحرصهما على تنفيذ ما يرسم به السلطان، مستأذنين إياه بالحضور صحبة الركب ليتتصف كل منهما من صاحبه (1) .
ولم تكن العلاقات بين أشراف المدينة أفضل مما هي عليه بين أشراف مكة؛ إذ يحدثنا اليوسفي عن الخلاقات المستفحلة بين الشريف أدي بن هبة ابن جماز الحسيني وبين ابن أخيه طفيل سنة 1336/736، حيث استجار آذي بالناصر محمد للضغط على طفيل لمغادرة البلاد كي يستقل في حكم المدينة، فاستدعى السلطان هذا الأخير، ولم يقبل اعذاره، وأمره بالخروج إلى بلاد حوران مقيما على اقطاع شريطة الا يرجع إلى المدينة (2) .
وساعدت تلك الخلافات بين أشراف الحجاز السلطان المملوكي على احكام سيطرته على البلاد حيث كان يلجا بين الحين والاخر إلى إرسال بعض القوات إلى هناك لاقرار الأمور او لمناصرة امير على آخر، فضمن بذلك ولاء لا تشسوبه شائبة من قبل آمراء الحجاز المتنافسين على السلطة، رغم بعد المسافة التي تفصل بين مركز السلطنة وبلاد الحجاز، ولعل موسم الحج، الذي كان بشارك فيه السلطان احيانأ(3) كان مناسبة للتاكد من ولاء الأمراء وطاعتهم حيث، كان أمير الركب يحمل لأشراف الحجاز الانعام والخلع(4) على غرار ما جرت عليه العادة من تكريم الدولة لكبار موظفيها في الديار المصرية والشامية.
(1) المخطوط: 145 ظ-136و 165ظ (2) ايضا: 106ظ.
(3) أول من أم الحجاز حاجا من سلاطين المماليك هو الملك الظاهر بيرس وذلك ستة 1269/667، ابن شداد، تاريخ 300؛ ابن عيد الظاهر، الروض: 354 - 358؛ آبر (4) المخطوط: 136و.
Bogga 92