============================================================
أنهم أهل جماز وأنه تركهم في هذه الأرض، ولم يعلموا له مستقر، فنزلوا ولم يسألوا عن شيء ورأوا العرب حالهم، فأنكروه، وخلوا بالدليل عرفهم حاهم، وأنهم هاربين، وأنه عمل عليهم، وأوصلهم إلى جماز، وأنه راجع عنهم، فركبوا إلى جماز وأخبروه، ففرح وقال لأصحابه: "بهؤلاء يكون / 14 ظ توصلي إلى السلطانه. وركب من وقته إلى آن وصل إليهم، وترجل وسلم عليهم، فأقبلوا عليه، وسلموا وقد اعتدوا لحربه وتأهبوا، وقالوا في نفوسهم: اربا يصل إلينا من جهته سوعه، وسير طلب الأغنام، وذبح وعمل لهم شي، كثير، وتحدث معهم وعرفهم آنه عاصي على السلطان، وآنه يقصد يدخل معهم العراق ليكون عند أبو سعيد، وأخذ يحدثهم بما في نفوسهم إلى آن ويقوا به، وضمنوا له كل خير وفارقهم على ذلك وضرب راي مع قومه وعلموا أن هؤلاءلا يقدر عليهم إلا بالحيلة، فإنهم رأوهم مستيقظين على آنفسهم وثلاثين قوس ما يمكن أحد من العرب أن يقابلها، وشرعوا في تجهيز أمرهم، وضم جمالهم أنهم راحلين صحبتهم باكر النهار. وفي الليل اجتمعوا عليهم وداروا حوهم، وقد نام بعضهم، ولم يكن لهم شغل غير القسي الذي لهم أخذوها، واكتفوا أمرها، وما لحق آحد منهم أن يصل إليها، وما أصبح الصبح إلا وقد قبضوا على الجميع قبض باليد وقيدوهم. وركب جماز حيث 15 و علم بوصول السلطان المدينة (/ ودخل عليه وعرفه آنه ما جسر يحضر إليه حتى حصل المماليك، وأراد بهذا زوال ما في نفس السلطان منه، فأقبل عليه السلطان عليه، وسير أحضرهم إليه، فلم يقبل لأحد منهم عذر، ولم يسمع لهم أمر إلا أنه رسم بتسفير جماعة منهم إلى الكرك، وكتب باتلافهم وذلك فعل بالبقية مفرقين(1)، وركب من المدينة إلى ان وصل إلى بير علي (2) وبكتمر الساقي إلى جانبه راكب، فأخبري الناقل آنه قال لبكتمر: "يا أمير، عطشت (1) في المقريزي (2/2: 356): *وبعث السلطان بالمماليك إلى الكرك، وكان آخر العهد بهم".
(2) وهو بثر الامام علي بن ابي طالب على مسافة يوم من مكة الكرمة الخزرجي، العقود اللؤلؤية 2: 70- 71.
Bogga 142