نزهة الناظر
في ذكر من حدث عن أبي القاسم البغوي من الحفاظ والأكابر
للإمام الحافظ
رشيد الدين أبي الحسين يحيى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ العطار القرشي
(٥٨٤ - ٦٦٢ هـ)
تحقيق وتعليق
مشعل بن باني الجبرين المطيري
دار ابن حزم
الطبعة الأولى
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Bog aan la aqoon
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر يا كريم
أخبرنا سيدنا الشيخ الإمام الحافظ رشيد الدين بقية السلف قدوة الخلف أبو الحسين يحيى ابن الإمام أبي الحسن علي بن عبد الله القرشي -أثابه الله تعالى رضوانه- قال:
الحمد لله مخترع الخلائق بقدرته، ومصرفهم على وفق إرادته، ومقدر أرزاقهم وآجالهم بحكمته، الذي فضل العلماء على بريته، ورفع بالعلم درجات أهله وحملته، وخصهم بحفظه وضبطه ومعرفته، ونفع به من أخلص له في قصده ونيته.
وصلى الله على محمد نبيه وآله وصحابته وسلم عليه وعليهم أجمعين إلى يوم الدين.
وبعد.
فإن بعض أصحاب الحديث -كثرهم الله تعالى- ذاكرني بشيء من أحوال الشيخ الحافظ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن عبد العزيز المنيعي البغوي ثم البغدادي محدث العراق في زمانه، والمقدم على أقرانه فذكرنا ما رزقه الله تعالى من طول العمر وقدم السماع وكثرة الحديث والفهم والدراية ولقاء الحفاظ والأكابر من أهل النقل كأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبي خيثمة وأبي بكر وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن الجعد وأبي الأحوص البغوي وأبي نصر التمار وخلف بن هشام البزار وهدبة بن خالد وغيرهم
1 / 23
ممن تقدمت وفاتهم، وروى عنهم الأئمة الكبار كالبخاري ومسلم وأبي داود وغيرهم وعمره الله تعالى حتى تفرد بالرواية عن جماعةٍ جمةٍ من شيوخه لم يبق في الدنيا من يروي عنهم غيره وانتشر حديثه في الآفاق وكثر الرواة عنه إلى غير ذلك من أحواله، فحداني ذلك على أن أجمع شيوخه والرواة عنه وترتيب أسماءهم على حروف المعجم، فشرعت في ذلك ثم تذكرت أن صاحبنا الحافظ أبا بكر ابن نقطة البغدادي -رحمه الله تعالى- كان قد ذكر أن الحافظ أبا محمد ابن الأخضر البغدادي قد جمع شيوخه فقط فشرعت في جمع الرواة عنه فوجدتهم خلقًا لا يحصرهم عد ولا يحدهم حد فوقع الاختيار على ذكر من روى عنه أو سمع منه من حفاظ الحديث وأعيان الرواة، فاستخرت الله تعالى وعلقت في هذا المجموع ما تيسر لي جمعه منهم ورتبت أسماءهم على ترتيب حروف المعجم وذكرت ما انتهى إلي علمه من مولدهم ووفاتهم ونبذةً من أسماء شيوخهم ورواتهم وما تيسر من حديث أكثرهم عنه، ولم أستوعب جميع من يدخل في هذا الباب لاتساعه والله تعالى يحسن العون على بلوغ ما أردته ويعصم من الخطأ والزلل فيما أوردته إنه جوادٌ كريمٌ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بالله العلي العظيم.
1 / 24
فصل في ذكر مولد أبي القاسم البغوي وما انتهى عمره إليه وشيء من ثناء العلماء عليه
اختلفت الرواية عنه في تعيين السنة التي ولد فيها فذكر أبو بكر ابن شاذان الدورقي أنه سمعه يقول: ولدت سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قال ابن شاذان: ومات في ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة عمر مائة سنة وأربع سنين.
وروى أبو حفص ابن شاهين وغيره عنه أنه ولد في شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين وأنه قرأ ذلك بخط جده أحمد بن منيع وكتب الإملاء عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني سنة خمس وعشرين ومائتين وتوفي -رحمه الله تعالى- ليلة عيد الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة بلا خلاف أعلمه في ذلك.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: «كان يعني أبا القاسم البغوي ثقة ثبتا مكثرا فهما عارفا» .
قال الحافظ أبو يعلى الخليلي: أبو القاسم البغوي ثقة كبير كتب عنه
1 / 25
العلماء قديما وعمر [مائة وعشر سنين] أدرك الكبار من شيوخ البصرة وبغداد هدبة بن خالد وعلي بن الجعد وذكر جماعة غيرهم.
وقال الحافظ أبو سعد ابن السمعاني: «أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ابن بنت أحمد بن منيع البغوي وإنما قيل له البغوي لأجل جده أحمد.
وولد هو ببغداد ونشأ بها وكان محدث العراق في عصره وإليه الرحلة من البلاد وكانت ولادته سنة ثلاث عشرة ومائتين ووفاته سنة سبع عشرة وثلاثمائة» .
أخبرنا أبو الحسن ابن المقدسي الحارثي -رحمه الله تعالى- فيما قرأت عليه عن أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ.
أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر الحافظ بهمذان قال: قرأت على أبي القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني بنيسابور عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سألت أبا الحسن الدراقطني الحافظ عن أبي القاسم ابن منيع فقال: ثقة جبل إمام من الأئمة أقل المشايخ خطأ وكان ابن صاعد أكثر حديثا من ابن منيع إلا أن كلام ابن منيع على الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
أخبرنا أبو الفضل المطرز، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال: سمعت أبا نصر المؤتمن بن أحمد الحافظ قال: سمعت إسماعيل بن مسعدة الجرجاني الحافظ قال: سمعت أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: وسمعت أبا الحسين محمد بن غسان يقول: سمعت الأردبيلي -وكان من أصحابنا يكتب الحديث ويفهم- قال: سئل ابن أبي حاتم عن أبي القاسم البغوي يدخل في الصحيح؟
1 / 26
قال: نعم.
أخبرنا أبو محمد العثماني وأبو علي الكاغدي قراءة عليهما قالا: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا أبو الحسين ابن الصيرفي، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المؤدب، أخبرنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن القاضي قال:
لا يعرف في الإسلام محدث وازى عبد الله بن محمد البغوي المعروف بابن منيع في قدم السماع فإنه توفي في سنة سبع عشرة وثلاثمائة سمعناه يقول: أخبرنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني سنة خمس وعشرين ومائتين.
قلت: وقد وقع مثل هذا في المتأخرين للرئيس أبي القاسم ابن بيان الرزار الْبَغْدَادِيّ والله أعلم.
قلت: وبلغني أن بعض أصحاب أبي القاسم البغوي كان يلقبه بثلث الإسلام.
وحكى أن بعض أصحاب الحديث استملى عليه فقال: من ذكرت يا ثلث الإسلام رضي الله عنك؟
ومن أغرب ما يذكر هاهنا وأعجبه أن في الرواة رجلا وافق البغوي في اسمه واسم أبيه واسم جده واتفقا أيضا في الرواية عن شيخ واحد وهو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الجرجاني يكنى أبا الخصيب روى هو والبغوي عن محمد بن حميد الرازي يدل على ذلك ما أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي إجازة، أخبرنا الإمام أبو
1 / 27
الفضل مسعود بن علي بن عبيد الله بن البادر قراءة عليه ببغداد، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي (ح) .
وأخبرنا عاليا جماعة من شيوخنا إجازة قالوا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم ابن السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي الحافظ في «تاريخ جرجان» قال:
«عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الجرجاني أبو الخصيب القاضي روى عن محمد بن حميد وعبد السلام بن صالح روى عنه أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري» .
1 / 28
باب الألف
من اسمه: أحمد
١- أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الجرجاني الإسماعيلي منسوبٌ إلى جده إسماعيل يكنى أبا بكر
أحد الأئمة المشهورين والحفاظ المذكورين وله التواليف الحسنة المفيدة ومن جملتها كتاب «الصحيح المخرج على صحيح البخاري» .
وذكر الخليلي أنه خرج على كتاب البخاري وعلى كتاب مسلم أيضا وله غير ما ذكرته من الجموع والتخاريج.
وكان مقدما في الفقه والحديث وغير ذلك من فنون العلم سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة وأبا يعلى الموصلي وأبا خليفة الجمحي والحسن بن سفيان النسوي وجعفر بن محمد الفريابي وأبا القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد والقاسم بن زكريا المطرز وجماعةٌ يكثر تعدادهم وله معجم بأسماء شيوخه يزيد عددهم على أربعمائة شيخ.
روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو حازم العبدوي وأبو سعد الماليني وخلف بن محمد الواسطي وأبو جعفر بن دلان وأبو نصر بن أبي بكر الإسماعيلي وغيرهم.
1 / 29
وحدث عن أبي القاسم البغوي كثيرا وروى في صحيحه عن رجل عنه أيضا.
وتوفي -رحمه الله تعالى- يوم السبت غرة رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وهو ابن أربع وتسعين سنة.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِظَاهِرِ مَدِينَةِ دِمَشْقَ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ الْحَاجِبُ وَأَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ الدَّيْنَوَرِيُّ قَالَ أَبُو الْفَتْحِ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونَ الْعَدْلُ، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو الْمَعَالِي ثَابِتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ قَالا: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبُرْقَانِيُّ الْفَقِيهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ –رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلا مَدَحَ رَجُلا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ» ثُمَّ قَالَ:
«إِنْ كَانَ أحدكم مادحًا أخاه لا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسَبُ فُلانًا وَلا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا حَسِيبُهُ اللَّهُ إِنْ كَانَ يَرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ» .
أَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ بْنِ أَبِي سَعْدٍ الصُّوفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ حُبَابَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ فَذَكَرَهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْبَغَوِيِّ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ الدَّيْنَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بْكَرٍ الْبُرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ
1 / 30
الْحَافِظُ فِي «كِتَابِ الصَّحِيحِ» أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أبو جعفر ابن الْمُنَادَى، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ:
«إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ الْقُرْآنَ» .
قَالَ: اللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟
قَالَ: «نَعَمْ» .
قَالَ: وَذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟
قَالَ: «نَعَمْ» فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ.
محمد بن أحمد بن القاسم هذا هو أبو أحمد الغطريفي فيما يغلب على ظني وقد روى عنه الإسماعيلي عدة أحاديث وهو من أقرانه وسيأتي ذكره في حرف الميم إن شاء الله تعالى.
وقد روى الإسماعيلي في «صحيحه» في قصة إسلام عمر عن محمد بن الخليلي العبدي عن البغوي عن إبراهيم بن هانئ.
٢- أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط بن عبد الله بن بديح البديحي القرشي الهاشمي مولاهم الدينوري القاضي المعروف بابن السني الحافظ
وبديح جده مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قاله أبو سعد ابن السمعاني الحافظ.
يكنى أبا بكر أحد الحفاظ المشهورين والثقات المأمونين ولي قضاء القضاة بالري ثم استعفي منه وتركه.
1 / 31
وله رحلة إلى العراق والحجاز والشام ومصر وفي شيوخه كثرةٌ ومنهم أبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وأبو الحسن ابن جوصا وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو عروبة الحراني وجماعةٌ يتسع ذكرهم.
روى عنه القاضيان أبو بكر أحمد بن عبد الله بن علي ابن شاذان وأبو نصر أحمد بن الحسين بن الكسار الدينوريان وجماعة غيرهما.
وتوفي سنة أربع وستين وثلاثمائة.
وذكر الخليلي أنه توفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
والقول الأول أصح والله ﷿ أعلم.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جُمْعَةَ السِّجِسْتَانِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الصُّوفِيُّ التَّفْلِيسِيُّ قِرَاءَةً عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِانْفِرَادِهِ قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَسَنِ الدُّونِيُّ وَأَبُو النَّجْمِ بَدْرُ بْنُ دُلَفِ بْنِ يُوسُفَ الْفَرَكِيُّ بِالْفَرَكِ قَالا: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو نصر أحمد بن الحسين بن مُحَمَّدِ بْنِ بَوَانٍ الدَّيْنَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إسحاق ابن السُّنِّيِّ الْحَافِظُ بِالدَّيْنَوَرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنٍ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يُرِيدُ سَفَرًا فَقَالَ حِينَ يَخْرُجُ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ رَزَقَهُ اللَّهُ ﷿ خَيْرَ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ وَصَرَفَ عَنْهُ شَرَّ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ» .
1 / 32
٣- أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح الربعي المصري الحافظ يعرف بابن النحاس يكنى أبا العباس
حافظ جليلٌ ومحدثٌ نبيلٌ سمع ببلده علي بن أحمد بن سليمان الحافظ المعروف بعلان بن الصيقل المصري العدل وأبا بكر محمد بن زبان ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي وطبقتهم ورحل إلى الحجاز والشام والعراقين وخورستان وأصبهان وجرجان وخراسان واستوطن نيسابور وبها توفي.
ومن شيوخه أبو عروبة الحراني وأبو العباس الدغولي ومكي بن عبدان وأبو القاسم البغوي وأبو الحسن ابن جوصا وأبو بكر بن أبي داود وابن أبي حاتم وغيرهم.
1 / 33
روى عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو نعيم الأصبهاني الحافظ وأبو حازم العبدوي الأعرج وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم.
وتوفي في سلخ ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- إِذْنًا أَنَّ أَبَا الْمُظَفَّرِ عَبْدَ الْمُنْعِمِ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيَّ أَنْبَأَهُمْ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَحِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمِصْرِيُّ الْحَافِظُ مِنْ حِفْظِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَتِيقٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
«مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ» .
1 / 34
نَقَلْتُهُ مِنْ «تَارِيخِ دِمَشْقَ» وَقَوْلُهُ فِي هَذَا الإِسْنَادِ: «حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ» وَهْمٌ فِيمَا أَعْلَمُ وَصَوَابُهُ: «حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ» .
وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَفْرَادِهِ وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ ابْنُ حِبَّانَ وَقَالَ:
«يَرْوِي عَنِ الإِثْبَاتِ مَا لا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ الثِّقَاتِ» .
وَذَكَرَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ موضوعٌ وَاللَّهُ ﷿ أَعْلَمُ.
٤- أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة
حافظٌ مشهورٌ ومصنفٌ مذكورٌ.
سمع من أبي القاسم البغوي وهو متقدم الوفاة توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
روى عنه الحافظ الأكابر أبو علي الحسين بن علي وأبو أحمد الكرابيسي النيسابوريان وأبو بكر ابن الجعابي وأبو الحسن الدارقطني وأبو الحسين ابن المظفر البغداديون.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي وأبو اليمن الكندي وفاطمة بنت سعد الخير الأنصارية قالوا: أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصري قال: سمعت أبا زيد الحسين بن الحسن بن عامر الكوفي يقول: قدم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إلى الكوفة فاجتمعنا مع أبي العباس أحمد بن سعيد ابن عقدة إليه ليسمع منه فسألنا عنه فقالت الجارية: قد أكل سمكا وشرب فقاعا فنام، فعجب أبو العباس من ذلك لكبر سنه ثم أذن لنا فدخلنا إليه فقال: يا أبا العباس حدثتني أختي أنها كانت نازلة في بنى حمان
1 / 35
وكان في الموضع طحان فكان يقول لغلامه: اصمد أبا بكر فيصمد البغل إلى أن يذهب بعض الليل ثم يقول: اصمد عمر فيصمد الآخر.
فقال له أبو العباس: يا أبا القاسم لا تحملك عصبيتك لأحمد بن حنبل أن تقول في أهل الكوفة ما ليس فيهم ما روي «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر» عن علي إلا أهل الكوفة، ولكن أهل المدينة رووا أن عليا لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر.
فقال أبو القاسم: يا أبا العباس لا تحملك عصبيتك لأهل الكوفة أن تقول على أهل المدينة ثم بعد ذلك انبسط وأخرج الكتب وحدثنا.
قرأت على الشيخ أبي الحسن ابن المقدسي المقري عن أحمد بن محمد الحافظ قال: حدثني أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ بهمذان قال: رأيت في كتاب أبي أحمد الخليل بن أحمد السجستاني وحدث عن أبي القاسم البغوي بحديثه عن إسحاق الطالقاني في سنة خمس وعشرين ومائتين فقال: ولقد سمعت المنكدري يقول: ما كان في الإسلام أعلى إسنادا من ابن منيع كان بين أن أكتب عن إسحاق في سنة خمس وعشرين ومائتين وبين أن مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة اثنتان وتسعون سنة قال: وسمعت ابن منيع يقول: نزلت في بعض حججي بالكوفة فقعدت أحدث الناس ويحضرني ابن عقدة فجعل يفرك عينيه فقلت: ما لك تفرك عينيك؟ فقال: ظننت أني أرى في المنام محدثا يحدث عن هؤلاء القوم في هذا الوقت.
٥- أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشيرازي الحافظ نزيل الأهواز يكنى أبا بكر
مشهورٌ بالحفظ والمعرفة والثقة ويلقب بالباز الأبيض.
حدث عن أبي القاسم البغوي وروى أيضا عن عمر البصري عنه
1 / 36
حكاية سنوردها عند ذكر عمر البصري -إن شاء الله تعالى- وحدث أيضا عن جماعةٍ غير البغوي منهم أبو بكر بن أبي داود.
روى عنه عبد الوهاب بن محمد الغندجاني وأبو ذر الهروي الحافظ وأبو القاسم حمزة بن يوسف الجرجاني الحافظ والقاضي أبو الحسن ابن صخر وغيرهم.
ذكره أبو ذر الهروي في «مشيخته» وأثنى عليه ثناء حسنا.
قيل: إنه توفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بالأهواز.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُعُودٍ الْبُوصِيرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ خَمْسٍ وتسعين وخمسمائة بِمِصْرَ أَخْبَرَنَا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدِينِيُّ بِقِرَاءَةِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَزْدِيُّ الْقَاضِي مِنْ مَكَّةَ -شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى-، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْبِتْعِ فَقَالَ:
«كُلُّ شرابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حرامٌ» .
٦- أحمد بن القاسم بن عبد الله بن مهدي البغدادي الحافظ المعروف بابن الخشاب يكنى أبا الفرج سكن طرسوس
1 / 37
حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود وغيرهما.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني وتمام بن محمد الدمشقي الحافظان وغيرهما.
وتوفي سنة أربع وستين وثلاثمائة.
ذكره عبد العزيز الكتاني وأبو بكر الخطيب وأبو القاسم ابن عساكر لم يقع لي حديثه عن البغوي إلى الآن.
٧- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي المصري النحوي المعروف بابن النحاس يكنى أبا جعفر
أحد حذاق النحويين وأعيان المصنفين كتب الحديث بمصر عن جماعة من شيوخها منهم بكر بن سهل الدمياطي وأبو جعفر الطحاوي وأبو عبد الرحمن النسوي ومحمد بن زبان وأحمد بن محمد بن نافع وغيرهم.
ورحل إلى العراق فسمع من أبي القاسم البغوي ومحمد بن جعفر بن أبي داود الأنباري وأحمد بن محمد بن خالد البراثي وغيرهم.
ولقي أصحاب المبرد.
وله تصانيف حسنة في تفسير القرآن والنحو وغير ذلك.
روى عنه أبو بكر محمد بن علي الأدفوي والوزير أبو الفضل ابن الفرات الحافظ.
وهو قديم الوفاة ذكر أبو سعيد ابن يونس الحافظ أنه توفي في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُقْرِي فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ بِالْجَامِعِ الْعَتِيقِ بِمِصْرَ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْفُتُوحِ نَاصِرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
1 / 38
إِسْمَاعِيلَ الْحُسَيْنِيُّ الْخَطِيبُ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ الْعَطَّارُ، أخبرنا أبو الحسن علي بن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْحُوفِيُّ النَّحْوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأُدْفُوِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد بن عبد العزيز عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«كُلُّ مسكرٍ خمرٌ وَكُلُّ مسكرٍ حرامٌ» .
٨- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج المصري المعروف بابن المهندس ويقال فيه: ابن البنا أيضا يكنى أبا بكر
أحد محدثي مصر المشهورين وثقاتهم المرضيين انتقى عليه عبد الغني بن سعيد الحافظ وأبوه محمد يكنى أبا العباس من أعيان محدثي مصر وثقاتهم أيضًا.
سمع أحمد من أبي القاسم البغوي بمكة -شرفها الله تعالى- سنة عشرين وثلاثمائة وحدث عنه وعن جماعةٍ يكثر تعدادهم منهم أبو عبيد علي بن الحسين قاضي مصر وأبو شيبة داود بن إبراهيم وأبو بشر الدولابي وعلي بن أحمد بن سليمان علان الحافظ وأبوه محمد بن إسماعيل المهندس وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن عبد الملك بن مسكين الزجاج وعلي بن عبد الواحد النجيرمي الكاتب وعبد الرحمن بن المظفر النحوي الكحال، والحافظ أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي المعروف بابن
1 / 39
الفرضي، والقاضي أبو عبد الله محمد بن يحيى بن الحذاء القرطبي والصاحبان أبو جعفر أحمد بن محمد بن ميمون وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير، ومحمد بن عبد الله بن عابد المعافري وحكم بن محمد بن حكم الجذامي الأندلسيون وغيرهم.
وذكر الحافظ أبو القاسم الحضرمي أنه توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وقال: «كان ثقة ثبتا» .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْبَصْرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ (ح)، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الثُّرَيَّا نَجْمُ بْنُ أَبِي الْفَرَجِ الشَّافِعِيُّ الْفَقِيهُ وَجِبْرِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ الْمِصْرِيَّانِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا قَالا:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْوَحْشِ الْمَقْدِسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو صَادِقٍ الْمَدِينِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الْقَفَّاصُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن محمد بن إسماعيل بن الْفَرَجِ الْمُهَنْدِسُ بِانْتِقَاءِ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظِ، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم عبد الله بن محمد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:
«خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ -شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى- فلم يصل إلا ركعتين رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعْنَا» .
قُلْتُ لأَنَسٍ: فَكَمْ أَقَمْتُمْ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: «عَشْرًا» .
أخبرناه عَالِيًا أَبُو طَاهِرٍ الْخُشُوعِيُّ مُكَاتَبَةً قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو صَادِقٍ الْمَدِينِيُّ فَذَكَرَهُ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمُطَرِّزُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأُمَوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَبُوهُ إِجَازَةً قَالا: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ
1 / 40
الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَاهُ حَكَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَرَجِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُهَنْدِسِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الله بن محمد بن عبد الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ بِمَكَّةَ -شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى- فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سنة عشرين وثلاثمائة حَدَّثَنِي جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ الْخَصِيفِيُّ عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
«الشِّفَاءُ فِي ثلاثٍ فِي شَرْبَةِ عسلٍ أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ كَيَّةِ نارٍ وَأَنْهَى عَنِ الْكَيِّ» وَرَفَعَ الْحَدِيثَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي «صَحِيحِهِ» عَنِ الْحُسَيْنِ غَيْرَ مَنْسُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ.
٩- أحمد بن دحيم بن خليل الأموي قرطبي يكنى أبا عمر
محدثٌ جليلٌ بقطره وله رحلةٌ إلى المشرق سمع فيها من أبي القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وأبي عبد الله محمد بن مخلد العطار وغيرهم.
وسمع بمكة -شرفها الله تعالى- من أبي جعفر العقيلي وأبي سعيد ابن الأعرابي وأبي جعفر الديبلي وغيرهم.
ورجع إلى الأندلس وتولى القضاء بطليطلة ولم يزل قاضيا بها إلى حين وفاته، وكان معتنيا بالآثار جامعا للسنة ثقةٌ فيما رواه ذكر ذلك الحافظ أبو الوليد ابن الفرضي.
روى عنه أبو عثمان سعيد بن نصر الأندلسي شيخ أبي عمر ابن عبد البر الحافظ.
1 / 41