Nuzhat Majalis
نزهة المجالس ومنتخب النفائس
Daabacaha
المطبعه الكاستلية
Goobta Daabacaadda
مصر
طرفه فكان أدعج ضخيما وإن سألت عن حاجبه فكان نوة وإن سألت عن فمه فكان ميما وإن سألت عن وجهه فكان بدرا تمم بالحسن تتميما وإن سألت عن صدره كان سليمان وإن سألت عن قلبه فكان رحيما وإن سألت عن خلقه فكان عظيما وإن سألت عن كفه فكم أغنى عديما وإن سألت عن قدمه فكم تقدم الطاعة تقديما وإن سألت عن أصله فكان شريفا كريما اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وسلم تسليما قال علي ﵁ لما أراد الله تقدير الخليقة وذرى البرية قبل دحو الأرض ورفع السماء وهو في انفراد ملكوته وتوحد جبروته لمع نور من نوره ثم اجتمع ذلك النور في تلك الصورة الخفية فوافق محمدا ﷺ فقال الله تعالى أنت المختار والمنتخب عندك مستودع نوري وكنوز هدايتي من أجلك أسطع البطحاء وأرفع السماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ثم أخفى الله الخليقة في غيبه وغيبها في مكنون علمه ثم نصب العوامل أي السماء والأرض والجبال والمياه والهواء والنار وبسط الزمان وقرن بتوحيد نور محمد ﷺ وعن علي ﵁ قلت يا رسول الله مم خلقت قال لما أوحى إلى ربي ما أوحى قلت يا رب خلقتني قال وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضا ولا سماء قلت يا رب مم خلقتني قال يا محمد نظرت إلى صفاء بياض نوري الذي خلقته بقدرتي وأبدعته بحكمتي أضفته تشريفا إلى عظمتي فاستخرجت منه جزءا فقسمته ثلاثة أقسام فخلقتك وأهل بيتك من القسم الأول وخلقت أزواجك وأصحابك من القسم الثاني وخلقت من أحبك من القسم الثالث فإذا كان يوم القيامة رددت النور إلى نوري وأدخلتك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك ومن أحبك جنتي برحمتي فأخبرهم بذلك عني وقال ابن عباس رضي لله عنهما لما أراد الله تعالى خلق المخلوقات وخفض الأرض
ورفع السموات قبض قبضة من نوره ثم قال لها كوني حبيبي محمد فطاف نور محمد ﷺ بالعرش قبل آدم بخمسمائة عام وهو يقول الحمد لله فقال الله تعالى من أجل ذلك سميتك محمدا ثم خلق نور آدم ﵇ من نور محمد وخلق جسد محمد من طينة آدم ثم أسكن نور محمد في ظهر آدم ﵇ فصلت الملائكة تقف صفوفا ينظرون إلى النور فقال آدم يا رب ما لهؤلاء الملائكة يقفون خلفي قال ينظرون إلى نور محمد ﷺ قال يا رب اجعله في مكان في جبهتي فنقل الله تعالى ذلك النور إلى جبهته فصارت الملائكة تقف أمامه ثم قال آدم يا رب اجعله في موضع أراه فجعله في إصبعه المسبحة فرفعها آدم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله فهذا أصل التشهد لهذا سميت المسبحة لأنه يشار بها إلى وحدانية الله تعالى ولأن عرقها متصل بالقلب ثم قال آدم يا رب هل بقي من هذا النور شيء قال نور أصحابه قال يا رب اجعله في بقية أصابعي فجعل الله نور أبي بكر في الوسطى ونور عمر في البنصر ونور عثمان في الخنصر ونور علي في الإبهام فلما هبط آدم ﵇ إلى الأرض انتقلت الأنوار إلى ظهره أي كما كان أولا في ظهره فلما قدر الله الاجتماع بين آدم وحواء على عرفات أرسل الله إليه نهرا من الجنة فاغتسلت حواء فانتقلت الأنوار إليها ثم لم يزل نور محمد من صلب إلى صلب ومن بطن إلى بطن إلى أن انتقل
2 / 74