Nuzhat Majalis
نزهة المجالس ومنتخب النفائس
Daabacaha
المطبعه الكاستلية
Goobta Daabacaadda
مصر
في السفر ورأيت عن الحسن بن علي ﵄ أن جاره اليهودي انخرق جداره إلى منزل الحسن فصارت النجاسة تنزل في داره واليهودي لا يعلم بذلك فدخلت زوجته يوما فرأت النجاسة قد اجتمعت في دار الحسن فأخبرت زوجها بذلك فجاء اليهودي إليه معتذرا فقال أمرني جدي ﷺ بإكرام الجار فأسلم اليهودي وقال الحسن البصري ليس حسن الجوار كف الأذى عن الجار بل حسن الجوار الصبر على أذى الجار وقال ﷺ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن آذى جاره حرم الله عليه الجنة ... موعظة: قال النبي ﷺ من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى ومن حارب جاره قد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله وقال ﷺ أتدرون ما حق الجوار إن استعان بك فأعنه وإن استقرضك أقرضه وإن افتقر جد عليه وإن مرض عده وإن مات اتبع جنازته وإن أصابه خير هنئه وإن أصابته مصيبة عزه ولا تستطل عليه البناء فتحجز عليه الريح إلا بإذنه وإن اشتريت فاكهة فأهد له منها فإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا تخرج بها أولادك فيغيظوا بها ولده ... لطائف.. الأولى: قال رجل لعبد الله بن المبارك ﵁ إن جارنا يشتكي من عبدي ولعله يكذب عليه قال إذا أذنب عبدك ذنبا فاحفظه عليه فإذا شكاه جارك فأدبه على ذلك فتكون قد أرضيت جارك وأدبت عبدك وعن النبي ﷺ حرمة الجار كحرمة الأم.. الثانية: كان عدي بن حاتم الطائي صحابيا روى عن النبي ستة وستين حديثا وكان إذا ركب فرسه تخط رجلاه بالأرض وكان يفت الخبز لمن جاوره من النمل ويقول علينا حق الجوار حكاه النووي في تهذيب الأسماء واللغات.. الثالثة: رأيت في لوامع أنوار القلوب نزل بالنبي ﷺ أضياف فلما توضأ النبي ﷺ شربوا ما فضل منه ومسحوا وجوههم بما وقع منه على الأرض فقال ما حملكم على ذلك قالوا حب الله ورسوله لعل الله ورسوله يحبنا فقال المرء مع من أحب إن كنتم تحبون الله ورسوله فحافظوا على ثلاث خصال صدق الحديث وأداء الأمانة وحفظ الجوار فإن أذى الجار يمحو الحسنات ... فائدة: تقدم أن الصدقة على القريب أفضل ما قال النبي ﷺ يا أمة محمد والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلة يصرفها إلى غيرهم والذي نفسي بيده لا ينظر الله إليه يوم القيامة رواه الطبراني وقال النبي ﷺ أيما رجل أتاه ابن عمه يسأله من فضله فمنعه منعه الله يوم القيامة رواه الطبراني في الأوسط وصدقة السر أفضل لأنها تطفئ غضب الرب ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه وصورته أن يبيع شيئا بثمانية يساوي عشرة قال النبي ﷺ من يسأل من غير فقر فكأنما يأكل الحمر قال في الإحياء السؤال حرام كالميتة فلا تحل إلا لضرورة وفي شرخ البخاري لابن أبي جمرة عن النبي ﷺ لا بأس للمؤمن أن يشكو حاله لأخيه المؤمن، الثانية: التبكير إلى السوق واسراع الخروج من المسجد بعد صلاة الصبح وشراء الخبز من الشحادين وإطفاء السراج بالفم ومنع الخمير
2 / 9