ذلك قال له: (أمسك يا أخي لئلا تنيكني الآن).
فان كان اللائط من اليد السفلى، كان من شروطه أن يكون شاطرا اصاحب سكين، جلدأ على السياط، جرينا على العقوبة.
اكى الجاحظ في (كتاب اللصوص) أن واليأ من الولاة قدم إليه شيخ امن شيوخ اللصوص وزعيع ليم، أخذ في كبائر من السرقة والقتل وقطع الطريق وغيرذلك، فسجن دهرا طويلا ليعترف فيققل. ثم سجن معه غلام كان يعشقه ويفعل به، أخذ الغلام أيضا في سرقة.
(قال) فاتفق أن أخرجا من السجن للعقوبة مع جماعة مسجونين فضرب الغلام مائة سوط وهو حدث مراهق البلوغ في نهاية الفظاظة والبضاضة وطراوة الجسم، فلم تسمع منه فيها كلمة واحدة، فعجب الوالي والحاضرون من ذلك . ثم قال الوالي لرجل من أكابر الدولة كان ااضرا عنده: (أعجب من جلد هذا الغلام على هذا الضرب أن هذا الشيخ اليكب معه(4) الفاحشة كل يوم)، وأشار إلى شيخ ضئيل دميم، أصف احيف. وهو الشيخ المذكور(5).
(قيل) وكان ذلك الشيخ إذا ضرب الغلام سوطأ يتلوى ويتأوه جتى اكاد روحه تتلف، والحاضرون يظتون أن ذلك منه خوفا وجزعا. ثم أقيم الغلام وقدم جماعة من المسجونين فجلدوا. ثم قال الوالي: (ردوا هذا الشيخ لمجلسه، فانه ليس فيه محمل خمسة أسواط) (قال) فنظره الشيخ نظرة الجمل الهائج وقد احمرت عيناه، ثم قال
Bogga 142