وقوله: "والليل قواد" هو معنى قول أبي الطيب: ازورهم وققلام الليل يشفع ي الا أن سائر الناس من العلماء والشعراء اجتمعوا على ان أبا الطيب اصار أحق بهذا المعنى من ابن المعتز بماكساه من عذوية الألفاظ وحسن البك وجودة الحوك . وقال الثعالبي : "هذه القصيدة عروس شعر أبي الطيب، وهذا البيت عروس هذه القحيدة".
و رجع لما نحن فيه فنقول: إن الظلمة التي يضرب بها المثل في القيادة امراة من العرب ذكروا انها كانت صبية في المكتب، فكانت تسرق ذوي الصبيان واقلامهم فلما أشبت زنت، فلما عجزت قادت، فلما قعدت اشترت تيسا فكانت تنزيه(10) في بيتها على العنوز وحكى المدائني: ان رجلا من عمال السلطان كان لا يزال يأخذ قوادة ويسجنها ثم يأتيه يشفع فيها فيخرجها، فلما كثر ذلك عليه أمر صاحب شرطته فكتب في القصتها: "تجمع بين النساء والرجال، لا يتكلم فيها إلا زان".
فاذا أتاه أحد يتكثم فيها قال: (اخرجوا قصتها ننظر فيع(11) سجنت).
فاذا قرئت القصة قام الشفيع مستحيا حكي عن المبرد: انه كان له غلام يقود له على الغلمان، فقال له ذات يوم بمحضر من الناس: (إمض فإن رأيته فلا تقل ، وإن رايته فقل له). فذهب الغلام ثم اعاد فقال: (لم أره فقلت له، فجاء فلم يجىء)، فسئل الغلام بعد ذلك عن العنى هذا الكلام فقال: (أنفذني إلى غلام فقال: "إن رأيت مولاه فلا تقل
Bogga 82