../kraken_local/image-185.txt
الام مولد من الترك والعرب لم ير في عصره مثله، وكان أكابر الدولة وعظماء المدينة يرومونه فلا يصل البه احد بغير المائين(7) من الدنانير لفاتفق انه عشقه فقير صوفي، كما جرت عادة الفقراء من العشق بالنظر.
فكان يقف في طريقه إذا ركب يلحظه لحظة يعلل بها حشاشته(8). وكان الهذا الفقيرصنعته مطرزوله قويعة(9) نظيفة يسكنها، يجلس في عتبة بابها ايطرز. فاتفق أنه كان ذات يوم في عتبة بابه، والشارع منقطع وليس فيه أحد، وإذا هو بالغلام المذكور ومعه جارية بارعة الجمال محتشمة كان اييشقها قد خرجت من الحمام، وكان قد علم بدخولها فوقف لها على الطريق، فلما اجتمعا راما الحديث في الطريق فلم يمكن لهما ذلك فحارا كيف يصنعان، وفي اثناء حيرتهما نظر الغلام فراى الفقير فاحتشمه(10) .
وهما بالافتراق.
(قال) فلما رايت ذلك هملت عيناي بالدموع وانكببت على ارجلهما ووقلت له : (يا مولاي، هذا موضع عبدك وليس فيه أحد) (قال) فكأنما خيت لهما الدنيا بحذافيها، فدخلا فوجدا قاعة نظيفة امشوشة خالية، وفيها فراش نظيف مختصر، كأنها أعدت لهما مجلسا.
(قال) فلما استقرا ونظرت اليه في بيتي اعتراني زمع (11) عظيم واختلاط عقعل فظننت اني في حلم او الذي دخل علي خيال من الجان، وذهب ام ي(12) بالجملة حتى ما بقبيت اعقل. ثم راجعت فكري ومسحت وجهي وا قت عيني وفتحثها وقرات المعوذات وعضضت اصيهي لتير ادميتله ونظرت وإذا به جالس فتحققت اني يقظان. فلما تحققت ذلك غشي علي امن شدة الفرح ثم أفقت ووقع علي البكاء لافراط السرور، فلم أملك نفسي
Bogga 193