../kraken_local/image-049.txt
اضر دار السلطان ويدخل في جملة الخاصة ويخرج من عيار العامة وويصل إلى حيث لا يصل إليه القائد الجليل، لا ولا الكاتب النبيل. ويصل إلى فضل الأدب، ويجري إلى بعد النادرة، ويتمكن من كيد عدوه، ويبلغ بذات نفسه، ويحذره شانؤه، ويهابه مزدريه، ويعظمه ملاقيه.
الفصارت الأعين محدودة إليه، والآمال موقوفة عليه، والرقاب منصوبة انحوه، والأعناق خاضعة له . وما فوق هذه الحال العالية غاية، ولا وراءها نهاية.
اوفي الصفع باب من الظرف. الا ترى أن الأحباب يتخامشون(17) وويتداعبون بالقرص والعض واللطم على الخد، والضرب بالكفت على بعض اوارح البدن؟ . فبعضهم يضرب انكتف أو يتعمد الجنب، ومنهم من اضرب الردف. وكل فن من هؤلاء فهو نوع من أنواع الصفع، والصفع نمس لها الفاذا جاز وحمسن أن يخرب ظهره: لم يقبح أن يرفع يده إلى حدود رقبته. فلو كان لطم القفا قبيحا لكان لطم الخد تعزيرا(18). إذ هو أقرب الناظر مع احتشائه عليه من جنايات كثيرة أدناها : الطرفة(10) التي تعقب البياض في المقلة، والدمعة، والرمد، والعمش. وليس يحدث من مد اليد إلى القفا سوء، ولا يحذر من جهته مكروه. وهو أدخل في باب الظرف والطف ن عره فهذه جملة كافية من أوصافه. ولو أطعت مطرد القول وذهبت إلى استقصاء ما يجب في هذا الباب كله لم آمن من ضجر القارىء وعي المستفيد . وقد أجمغت العلماء أنه لا شيء أبلغ من الايجان، ولا أجمل ولا أحمسن من التقريب ووأنا أحمد الله على ما وفقني له.
Bogga 57