وقيل لبعض اللاطة الكبار من المياسير منهم : الو اشتريت جارية ال لامية(58) تعففت بها، ألم تكن أصلح لك وأقل لإتمك؟)، فقال: (يا جهال سيتم الطيبة، فأيش(59) أمرس بيدي؟)، يعني ذكر الغلام.
كان بسجستان رجل يعرف بأبي الفضل الشروطي، وكان لا يقول إلا ابالمدركين الكبار. فرأوه في بعض الأوقات وهو يحوم حول الحبيان الصغار، فقيل له في ذلك، فقال: (قد وقع ههنا وباء وفشا الموت في الصبيان، وأخاف أن يموتوا قبل بلوغهم، فيفوتني ما أريد) وكان ترافق اثنان من اللاطة، أحدهما يقول بالصبيان الصغار، والآخر ابالبالغين الكبار. وكل واحد منهما يعيب صاحبه ويلومه على ذلك ويعنفه اتى إذاكان في بعض الأيام أخذ صاحب الصبغار ورفع مع صبي، فضرب وحمل الصبي على عاتقه وطيف به في البلد، فلقيه رفيقه وهو في تلك الحال لفقال له: (قد كنت أنهاك عن ذلك حذرا عليك من هذا، ولوكان هذا كبيرا ال ينكر عليك أحد كونه معك في البيت)، فقال مجيبأ له: (اسكت يا أحمق فلومنك كان مكان الصغير ذلك الكبير، وكان قد دق عنقي).
وسأل لائط أحدب قصير وذلك في هذا العصر في بلاد المغرب بمدينة أانلس، غلاما جافيا(60) طويلا، فكبس معه وجلد. ثم راموا حمل الغلام على عنق الأحدب فلم يتهيأ ذلك لطول الغلام وقصر الأحدب، فحملوا الأحدب على عنق الغلام ثم جرسوهما(61) وقد اجتمع الناس عليهما لفصار الأحدب يقول، وهو على عنق الغلام، إذ ا نودي عليهما: (يا قوم، أنا
Bogga 182