Nuzhat Afkar
نزهة الأفكار في شرح قرة الأبصار
Baare
جماعة من ذوي المؤلف
Noocyada
بعدما أوحى الله تعالى إلى شيث ان اتخذ ابنك أنوش صفيا ووصيا علم أنه نعيت إليه نفسه فأوصى ولده أنوش بفتح الهمزة فنون مضمومة آخره شين معجمة ومعناه الصادق ويقال يا نش بتحتية فنون مفتوحة فمعجمة لوصية آدم وهي أن لا يضع هذا النور الذى كان في وجه أدم كالشمس إلا في المطهرات من النساء ولم تزل هذه الوصية جارية تنتقل من قرن إلى قرن أي من واحد إلى واحد وسماه قرنا تجوزا إلى أن أوصل الله النور الى عبد المطلب وولده عبد الله ولم يوص عبد المطلب ولده بذلك لتعاطيه تزوجه من آمنه مع علمه بمكانها وأن نكاحها لا أثر فيه من الجاهلية فكفاه ذلك عن الوصية وذلك النور موجود في جميع الآباء ويجوز تفاوته فيهم انظر الزرقاني، وما ذكره وفي مطالع المسرات وكذا في الحلة السيراء أنه كقيل ولم أر الهمز في واحد منهم.
الثانية: اعلم ان الله تعالى طهر هذا النسب الشريف من سفاح الجاهلية كما ورد في الأحاديث المرضية فروى البيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء، ما ولدني إلا نكاح الإسلام» والسفاح الزنا والمراد به هنا أن تسافح المرأة رجلا مدة ثم إذا أعجبته وأعجبها يتزوجها بعد ذلك، وهذا التفسير للقسطلاني، قال شارحه ولولي كما قال شيخنا أن يراد به ما هو أعم فإن جملة الأحاديث دلت على نفي جميع نكاح الجاهلية عن نسبه من نكاح زوجة الأب لأكبر بنيه والجمع بين الأختين ونكاح البغايا وهو أن يطأ البغي جماعة متفرقون فإذا ولدت ألحق بمن غلب عليه الشبه منهم ونكاح الاستبضاع وهو ان المرأة إذا طهرت من الحيض قال لها زوجها أرسلي لفلان استبضعي منه ويعتزلها زوجها حتى يبين حملها فإن بان أصابها زوجها إن أحب ومن نكاح الجمع وهو أن يجتمع رجال دون عشرة ويدخلوا على بغي كلهم يطؤها فإذا وضعت ومر لها ليال بعده أرسلت إليهم فلا يتخلف رجل منهم فتقول قد عرفتم الذى كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمى من أحبت فلا يستطيع نفيه
1 / 34