(والنفع للراوي وللمروي ... عنه بجاه المصطفى النبي)
قوله والنفع بالنصب عطف على العون، أي ومن الله تعالى أسأل النفع لكل من روى شيئا من علم السيرة أي نقله ولكل مروري أي منقول عنه ممن تقدم أو تأخر فيدخل فيه الناظم ومن نقل هو عنه ومن نقل عن الناظم هذا النظم المحتوي على السيرة الغراء وهو دعاء عام بعد خاص وهو قوله أستوهب العون على اتمامه. وبدأ بنفسه لأنه ﷺ كان إذا دعى بدأ بنفسه، وقال تعالى حكاية عن نوح: ﴿رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات﴾ وفي الخبر: "الدعاء إذا عم نفع وإذا خص ارتفع" وتوسل في هذا المطلب بجاه أشرف الخلق ﷺ تسليما، والنفع إيصال الخير ودفع الضر والجاه الشرف ورفعه القدر، والمصطفى المخلص من الكدر، ولفظ النبي على وجهين في اللغة: مهموز وغير مهموز، فأما المهموز فيصح أنه بمعنى مفعل بصيغة اسم المفعول لأنه منبأ أي مخبر ويصح أنه من نبا بمعنى ارتفع ففي القاموس نبا الشيء يعنى بالهمزة بمعنى ارتفع ويصح أنه مأخوذ من النبيء بالهمز على وزنه وهو الطريق الواضح لأنه طريق إلى الله تعالى وأما غير المهموز فيصح أن أصله الهمز وترك الهمز وترك الهمز تسهيلا ويصح أن يكون واويا فيحتمل معنيين أحدهما أنه من النبوة وهي الارتفاع والثاني أنه من النبى على وزنه وهو الطريق أيضا قاله المحقق اليوسي في حواشي الكبرى (عليه) الضمير للنبي ﷺ (أزكى) أي أكثر وأفضل (صلوات البارئ) أي رحماته المقترنة بالتعظيم والإجلال والباري الخالق لجميع المخلوقات من برأ الله الخلق خلقهم (وآله وصحبه) تقدم قريبا تفسيرهما (الأبرار) أهل الصدق والطاعة والإحسان الذين اختارهم الله تعالى لصحبة خير خلقه ﷺ، وفي الحديث: "إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيئين والمرسلين واختار لى منهم أربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا فجعلهم خير أصحابي وفي أصحابي
1 / 18