338

Nuzhat Absar

نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار

Daabacaha

دار العباد

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

لا تخرجوه بكره عن سجيته ... فالليث لا يعرف البقياء غضبانا
إني أقول وخير القول أصدقه ... وليس من قال صدقًا مثل من مانا
لقد حبا الله كان مالكها ... منه بغيث يسح الجود هتانا
يسيم مثريهم فيه ومقترهم ... لم يخش من غيره ظلما وعدوانا
فيالها نعمة ما كان أكبرها ... فهل تصادف منا اليوم شكرانا
إن لم تفدك منا أنفس كرمت ... فقد جحدناك ما أوليت كفرانا
أقمت للمجد أسواقًا معطلة ... تعد قبلك شيئًا بان إذ كانا
كنا سمعنا بها في الغابرين فمذ ... أتيت كانث بعيد الوهم أعيانا
لو صور الله شخصًا من مكارمه ... صورت من كرم الأخلاق إنسانا
لما مدحتك قال الناس كلهم ... الآن مدحك بالممدوح قد زانا
فالله يبقيك محروسًا ومغتبطًا ... آلًا وحالًا وأولادًا وإخوانا
ثم الصلاة على من كان مبعثه ... لنا السعادة دنيانا وأخرانا
وآله الغر والأصحاب كلهم ... ما قطع الليل تسبيحًا وقرآنا
ولما توفي الشيخ القادم إلى رحمة الله وغفرانه قاسم بن محمد الثاني، رثاه محمد بن عثيمين المذكور بهذه القصيدة وذلك في ١٥ شعبان سنة ١٣٣١هـ وقال
برغم المعالي فارق الدست صاحبه ... وثلث عروش المجد وأنهد جانبه
وأضحت بنو الآمال سهمًا وجوهها ... تقلب طرفًا خاشعًا ذل جانبه
تقول إلى من نطلب المعروف بعدما ... على قاسم المعروف بنيت نصائبه
مضى كافل الأيتام في كل شتوة ... وموئل من ضاقت عليه مذاهبه
أقول لناعيه إليَّ مجاوبًا ... بفيك البرى هل تدر من أنت نادبه
نعيت امرءًا للبر والدين سعيه ... وللجود والمعروف ما هو كاسبه
فيا قاسم المعروف للبأس والندى ... وللخصم مشتطًا على من يطالبه
ويا قاسم المعروف للطارق الذي ... من الزاد قد أصبحن صفرًا حقائبه
وللمرهق المكروب يفرخ روعه ... إذا سلمته للخطوب أقاربه
وللجحفل الجرار يهدي رعيله ... إلى كل جبار أبي يشاغبه
هو المانع الخصم الألد مرامه ... وإن رام منه معضلًا فهو سالبه
فقل للجياد المشمعلات لاحها ... تجاوز الغيطان الفلا وسبابه
على قاسم فابكي طويلًا فإنه ... فتاك إذا ما استخشن السرج راكبه
إذا ما رمى المرمي البعيد ذرعنه ... به ناجيات زاملتها شوازبه
جحافل سهلن الروابي فأصبحت ... سباسب مما بعثرتها كتائبه
إذا نشرت أعلامهن تحدبت ... بأرجائها صيد الملوك تراقبه
فما مشرق إلا له فيه وقعة ... ولا مغرب إلا أرنت نوادبه
أقول لقلبي حين جد به الأسى ... وللجفن لما أقرحته سواكبه
تعز بما عزيت غيرك إنه ... طويل أسًا من أودع اللحد غائبه
هو الدهر يستدعي الفناء بقاؤه ... وتستصغر الخطب العظيم مصائبه
له عثرة بالمرء لا يسقيلها ... إذا ما انيخت للرحيل ركائبه
أباح حمى كسرى بن ساسان صرفه ... فلم تستطع الدفاع مرازبه
وكر على أبناء جفنة كرة ... سقاهم بها كأسًا ذعافًا مشاربه
وأعظم من هذا وذاك مصيبة ... قضى النحب فيه المصطفى وأقاربه
هم الأإسوة العظمى لمن ذاق غصة ... من الدهر أم من أجرضته نوائبه
بني قاسم إن كان أودعتم الثرى ... أبًا طرزت يرد المعالي مناقبه
فخلوا الهوينا واجعلوا الرأي واحدًا ... يهابكم نائي البلاد وصاقبه
وألقوا مقاليد الأمور لماجد ... أخي ثقة قد أحكمته تجاربه
بعيد المدى لا يدرك النبت غوره ... أبي على الأعداء محض ضرائبه
أبا حمد لولاك كان مصابه ... على الناس ليلًا لا تجلى غيائبه
سقى الله قبرًا ضم أعظم قاسم ... من العفو شؤبوبًا رواء سحائبه
وثن إلهي بالصلاة على الذي ... سمت في مقامات الكمال مراتبه
كذا الآل والأصحاب ما ناح طائر ... بأفنان دوح تستميل ذوائبه
وقال يرثي الشيخ المرحوم قاسم أيضًا، وكتب بها على ابنه المرحوم الشيخ عبد الرحمن تغمدهما الله بغفرانه، وأحلهما في مقر رحمته ورضوانه آمين

1 / 338