299

Nuzhat Absar

نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار

Daabacaha

دار العباد

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

هم نصروا التوحيد بالبيض والقنا ... فنال المنى بالنصر كل موحد
وآووا إمامًا قام الله داعيًا ... يسمى بشيخ المسلمين محمد
لقد أوضح الإسلام عند اغترابه ... وقد جد في إخفائه كل ملحد
وجدد منهاج الشريعة إذ عفت ... فأكرم به من عالم ومجدد
وأحيا بدرس العلم دارس رسمها ... كما قد أمات الشرك بالقول واليد
وكم شبهة للمشركين أزاحها ... بكل دليل كاشف للتردد
وألف في التوحيد أوجز نبذة ... بها قد هدى الرحمن للحق من هدي
نصوصًا من القرآن تهدي من العمى ... وكل حديث للأئمة مسند
فوازره عبد العزيز ورهطه ... على قلة منهم وعيش منكد
فما خاف في الرحمن لومة لائم ... ولم يثنه صولات باغ ومعتدي
وقفى سعود أثره طول عمره ... إلى حين ووري في الصفيح الملحد
وقد جاهدوا في الله أعداء دينه ... فما وهنوا للحرب أو لتهدد
وكم غارة شعواء شنوا على العدى ... وكم طارف منهم حووه ومتلد
وكم سنة أحيوا وكم بدعة نفوا ... وكم هدموا بنيان شرك مشيد
وقائعهم لا يحصر النظم عدها ... وإن تسأل السمار عن ذاك ترشد
وكم لهم من وقعة شاع صيتها ... بها أيد الرحمن سنة أحمد
وكم فتحوا من قرية ومدينة ... ودانت لهم بدو وسكان أبلد
كم ملكوا ما بين ينبع بالقنا ... ومن بين جعلان إلى جنب مزبد
ومن عدن حتى تنيخ بأيلة ... قلوصك من مبدى سهيل إلى الجدي
وقد طهروا تلك الديار وطردوا ... ذوي الشرك والإفساد كل مطرد
بأمر بمعروف ونهي عن الردى ... وبالصلوات الخمس للمتعبد
وقد هدموا الأوثان في كل قرية ... كما عمرت أيديهم كل مسجد
فكن ذاكرًا فوق المنابر فخرهم ... وناد ل ناد ومشهد
تغمدهم رب العباد برحمة ... وأسكنهم روض النعيم المخلد
ولا تنس ذا الحي اليماني إنه ... لشيعة أهل الحق بالحق مقتد
قبائل من همدان أو من شنوءة ... من الأزد إتباع الرئيس المسود
هم قد حموا للدين إذ فل عضده ... وبدد منه الشمل كل مبدد
فهم فئة للمسلمين ومعقل ... وكهف منيع للشريد المطرد
سما للعلى حقًا علي ولم يزل ... يروح بأسباب الجهاد ويغتدي
وكم عسكر للمسرفين أباده ... بحد الظبي والسمهري المسدد
وصيركم صنفين ما بين هالك ... وبين أسير في الحديد مصفد
ومازال يغزوهم ويرمي ديارهم ... بفرسان حرب في الدلاص المسرد
وفتح المخا بالسيف للدين آية ... وزجر وإنذار لأهل التمرد
فلما تولى عاضنا الله عائضًا ... إمامًا همامًا كالحسام المجرد
ومازال يحمي بالسيوف حمى الهدى ... ويردي العدى في كل جمع ومحشد
ويهزم منهم عسكرًا بعد عسكر ... ويضرب من هاماتهم كل قمحد
فلما أتى الأحزاب منهم وألبوا ... شفى النفس من أعداء دين محمد
فلا زال تأييد الإله يمده ... بنصر وإسعاف على كل مفسد
ودونكها بكرًا عروسًا زففتها ... إليك تهادي في حرير وعسجد
تجشمت الأخطار شوقًا ولم تهب ... وطيس هجير أو وغى ذي توقد
إليك من الأحساء زمت ركابها ... فكم جاوزت من فدفد بعد فدفد
فأحسن قراها بالقبول وبالرضى ... ودع أم عبد عنك ذات التشرد
وأحسن ما يحلو به الختم أننا ... نصلي دومًا في الرواح وفي الغد
على المصطفى والآل ما هبت الصبا ... وما أطرب السمار صوت المغرد
وقال أيضًا يمدح الإمام فيصل ﵀ في سنة ١٢٨٠:
قل للمليحة في القميص الأحمر ... ماذا فعلت بعابد مستبصر
مازال يدأب في العبادة طالبًا ... للعلم غير مفرط ومقصر
ترك الصبابة للصبا متسليًا ... عن ذكر كل غزالة أو جؤذر
حتى وضعتي عن محياك الغطا ... فانجاب عن بدر منير مقمر
فدهشت من ذاك الجمال وحسنه ... ووقفت وقفة والع متحير
حسن به شغف الفؤاد وهاج لي ... شجنًا فقل تجلدي وتصبري
سقتي إلى الجسم السقام وراءه ... من ذلك الطرف السقيم الأحور

1 / 299