284

Nuzhat Absar

نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار

Daabacaha

دار العباد

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

واشرع بأصفى حديث ذي مناسبة ... بالزاد انسًا وترغيبًا بلا هذر
لا تؤثرن بشيء لذ مطعمه ... نفسًا ولا ولدًا فالضيف فيه حري
وكن إذا قام كل القوم آخرهم ... وغض عن مد أيدي القوم بالبصر
ومن أقامك أهلًا للضيافة قم ... بشكره واستزد انعام مقتدر
ورأس ما قد ذكرناه الحياء فكن ... من الحياء بأوفى باهر الحبر
لا دين إلا لمن كان الحياء له ... إلفًا قرينًا فيسمو كل مستتر
فاستحي من خالق يرعاك في ملا ... وفي خلاءٍ وكن منه على خدر
والعاقل الشهم من يأبى الرذائل بل ... يختار من كل شيء أطيب الخير
بالعقل تدرك غايات الكمال كما ... به تميز بين النفع والضرر
لولاه لم نعرف الله الكريم ولا ... نمتاز يومًا عن الأنعام في الفطر
فاستعمل العقل في كل الأمور ولا ... تكن كحاطب ليل أعمش البصر
دليل عقل الفتى بادي مروءته ... فمن تجنبها فالعقل منه بري
عاري المروءة نكس لا خلاق له ... وذو المروءة محبوب لدى البشر
أخو المروءة يأبى أن يرد ذوي ... الآمال عن فضله في حال منكسر
والجود أشرف ما تسمو الرجال به ... وقد ينال به مستجمع الفخر
وبالسخاء لحفظ النعمة اعتمدوا ... يا حبذا عمل بالحفظ صار حري
لا يصلح الدين إلا بالسخاء أتى ... إن السخاء من الإِيمان فاعتبر
والجود من شجر الجنات فاحظى به ... وخذ بغصن أتى من ذلك الشجر
يحب مولاك حسن الخلق مقترنًا ... بالجود لم يبقيا للذنب من أثر
إن السخي حبيب للإله له ... قرب من الله هذا جاء في الخبر
ولا ترح بلئيم سرح عارضة ... ترد في ظمأً من حافة النهر
ولا تغرنك منه طول مكنته ... حلفاء عار بلا ظل ولا ثمر
بذل النفيس على نفس الخسيس عنًا ... فعل الجميل لديه موجب الضرر
ومن يؤم لئيمًا عند حاجته ... يعض كفيه كالكسعي وسط قري
واسلك سبيل كرام أصفياء مضوا ... بكل حمد على الآفاق منتشر
واحذر طبائع أهل اللؤم إن لهم ... ذمًا يدور مع الآصال والبكر
واغنم مكارم تبقيها مخلدة ... في ألسن الناس من بدو ومن حضر
فخير فعل الفتى فعل يبلغه ... من المحامد ما يبقى على الأثر
فالمرء يفنى ويبقى الذكر من حسن ... ومن قبيح فخذ ما شئته وذر
وهذه حكم بالنصح كافلة ... بالنقل جاءت وعن مصقولة الفكر
حررتها لي وللأولاد منبئة ... بكل وصف حميد الذكر مدخر
خذها إليك ولا تنظر إلى عملي ... إني سأكشف عني وجه معتذر
بالله أحلف لا أخشى به حرجًا ... ومن تألى بغير الله في خطر
بأن لي نفس جحجاح تطالبني ... سبقًا إلى شرف عال بلا أشر
وهمتي في المعالي فوق مقدرتي ... ولا أبالي بكون الباع في قصر
وإن أَصعب ما يشقى الكرام به ... جهد المقل أتى في عزم مقتدر
والدهر في كل حر ذو مغايرة ... بالطل يقنعه عن واكف المطر
ما كنت ممن يراعي في العلى نشبًا ... ولست أخشى بمجد حال مفتقر
ولا اكتسبت من الدنيا لقصد غنى ... أسمو به لا ولا عن باعث المطر
وإنما جل قصدي أن أقيم بها ... من المكارم ما يخفي سنا القمر
ورثت ذلك عن صيد غطارفة ... آباء صدق كرام الورد والصدر
من كل ندب جواد فاضل يقظ ... حليف جود بعز واضح الغرر
فسل ربيعة سل كعبًا ومنتفقًا ... عنهم تجد فضلهم يسمو على الدهر
توارثوا المجد عن طه الرسول وعن ... أبي تراب وعن فهر وعن مضر
وإن لي أملًا بالله عن ثقة ... أن يسبل الستر فينا مدة العمر
وخير ما يتحف المهدي لسيدنا ... أزكى الورى صادق الإِسرا وخير سري
جرثومة المجد ينبوع الفضائل من ... إليه كل فخار غير منحصر
محمد سيد الرسل الكرام ومن ... يتلى له المدح في الآيات والسور
أزكى صلاة وتسليم لنشرهما ... يفوح عرف ختام المندل العطر
والآل والصحب ما جاءت مكارمهم ... تفوت عد الحيا والرمل والمدر

1 / 284