Nuzhat Absar
نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار
Daabacaha
دار العباد
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
ثغور المعالي قابلتك ضواحكا ... فصل لثمها وامصص مراشفها اللعسا
وأجيادها مالت عليك نواعمًا ... كما مالت الأغصان فاتعم بها لمسا
ولا ذكر في الأفواه حاشاك انما ... صفاتك آيات ولعنا بها درسا
إليك بها درًا تلقب أحرفا ... وقطعة ديباج يسمونها طرسا
وفضلك في الاغضاء عما بعثته ... فليس يجيد الشعر من عدم الحسا
فلما لم يجبه الناصر عزم على الارتحال وقال يودع اخوانه:
أقول تحية وهي الوداع ... خداعًا لي وما يغني الخداع
أعلل بالمنى قلبًا شعاعًا ... ولن يتعلل القلب الشعاع
واترك جيرة جاروا وشدوا ... أضاعوني وأي فتى أضاعوا
إذا لم يرع لي أدب وبأس ... فلا طال الحسام ولا اليراع
لقد باعتني الأيام بخسًا ... وعهدي بالذخائر لا تباع
أجفتني ولم ينبت ربيع ... وحطتني ولم يثبت يفاع
ومكنت العدى مني فعاثت ... بلحمي ضعف ما عاث السباع
ثم قال يعاتب ناصر الدولة ويودعه:
سلام على المجد يندى بليلا ... كنشر الربى بكرة أو أصيلا
سلام وكنت أقول الوداع ... ولكن أدرج قلبي قليلا
أخاف عليه انصداع الصفاة ... ولا يكون زجاجا عليلا
جرحت لديك وكنت البري ... كما يجرح اللحظ خدًا أسيلا
ولو لم أكن ماضي الشفرتين ... لما فلني الدهر عضبا صقيلا
أتت ذلة منك محبوبة ... فلم أرض بالعز منها بديلا
تلقيت فيها سواد الخطوب ... فاشبه عندي طرفًا كحيلا
تم الاختيار من شعر الداني وأخباره، يليه الاختيار من شعر الأستاذ أبي محمد بن سارة الشنتريني الأندلسي عفى الله عنه.
شعر
ابن سارة قال صاحب قلائد العقيان: هو سابق الحلبة، وعقد تلك البة، لا يشق غباره في ميدان النظام، ولا تنسى أخباره في قلة ارتباط وانتظام، فمن قوله يمدح القاضي اباامية:
قدمت بين يدي مديحك هذه ... والوبل يبدو ولا رذاذه
والسهم يبدو في ترنم قوسه ... مقدار غلوته وكنه نفاذه
والطرف يعلم عتقه في طرفه ... قبل احتماء الحضر في افخاذه
وكذا المهند يستبان مضاؤه ... في صفحتيه ولم يقع بجذاذه
كم ذا يعذبني الرجاء ولا أرى ... للحظ إقبالًا على إغذاذه
والذكر منك على لسان مودتي ... احلى من البرني أو إذاذه
في قلب ليل قطعته عزائمي ... فبكت فراقده على افلاذه
أو في رداء ضحى تراه معصفرًا ... عند الأصيل بحمرة من ذاذه
وسراب كل ظهيرة مترقرق ... يختال عطفي في ملاءة لاذه
والركب من كأس الكرى مترنح ... كالشراب في المأخوذ من كلواذه
والشمس في كف الهواء سنجنجل ... يتوقد الهندي من فولاذه
أن قابلت مرآة رأيك أبصرت ... منها شبيها في يدي انفاذه
لو أن عدلك يجتديه زماننا ... لم يلقنا بالجور في استحوازه
ولكان بالإسعاف يلقى ناظري ... فيطوف منه بركنه وملاذه
أصبحت ليثًا في مخالب ثعلب ... من مطلبي في روغه ولواذه
استاذه الزمن الخبيث وللفتى ... شيم تلوح عليه من استاذه
للناس عيش درت الدنيا لهم من دوننا بنعيمه ولذاذه
اخذوا موفورًا كما شاؤوا ولم ... يؤذن لنا فنكون من اخاذه
حضروا وغبنا شذذًا ولربما ... حرم الغنى من كان من شذاذه
وأراهم هذوا وابطأنا وقد ... يدنو بعيد الخطو من هذاذه
ليست تؤد أخا اقتضاء غيلة ... مستظهرًا فيها بخفة حاذه
فذًا إذا زحف الزمان بجمعه ... رفض الجميع وحل في أفذاذه
يصمي الافن من السهام وربما ... أنمى المريش على وفور قذاذه
والمرء قد يحنى الرضا من سخطه ... كالليث يفرس وهو في أسفاذه
وقذ الزمان جوانحي ووقذته ... فانظر إلي موقوذه ووقاذه
أن صدعن رمحي بثغرة نحره ... فسنان رمحي واقع في كاذه
لما ذكرتك لاذ بين صروفه ... يبغي النجاة ولات حين لياذه
اني منيت من الزمان بصاحب ... قاسي الفؤاد خبيثه لو آذه
وافيت مرسيه فوافى قائلا ... بتصلف ما شاء ليبست هذه
1 / 122