Asalka Afka Carabiga
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
Noocyada
ثم ذكروا لها مقابلات في سائر اللغى، فمنها ما تبتدئ بحرف
Z
ومنها بحرف
G ، وأخرى بحرف
D ، ولم يعرفوا أن الكلمة التي تجانس الهلنية هي العربية «البنان»، ومعناها الأصابع أو أطرافها، والمشابهة بين البلوط والبنان لا ينكرها بشر؛ إلا أن أصلها العربي هو «بلان» بلام بعدها الباء الموحدة التحتية؛ لأنها ترى بهذا الحرف في جميع الألسنة كالصقلبية القديمة واللتية والرومية واللتوانية والبروسية القديمة والأرمنية على ما عدد مفرداتها العلامة بوازاق، ولو كان عندنا نص عربي يذكر عربيتنا بألف سنة قبل المسيح لسمعناهم يقولون: «بلان.»
وقلب اللام نونا والنون لاما عند السلف شيء مشهور، وفي كل سفر لغة مذكور، وهل ينسى أحد منا الكلم الآتية: هتنت السماء وهتلت، والسدون السدول (ما جلل الهودج)، والرهدنة والرهدلة، وهو «طويئر»، ولقيته أصيلانا وأصيلالا، والشواهد أكثر من أن تحصى، فليراجع الباحث المزهر للسيوطي (1 : 222 و223 و229 و269 من طبعة بولاق) فير فيه ما يجزئه.
وفي اللسان في مادة «ب ل»: الفراء: قولهم «بل» بمعنى الاستدراك. تقول: بل والله لا آتيك: وبن والله، يجعلون اللام فيها نونا، قال: وهي لغة بني سعد ولغة كلب، قال: وسمعت الباهليين يقولون: «لا بن» بمعنى «لا بل». قال: ومن خفيف هذا الباب: بن ولا بن لغة في بل ولا بل، وقيل: هو على البدل. ا.ه. ونقل هذا الكلام صاحب التاج ولم ينسبه إلى صاحبه، على حد ما فعل ابن مكرم؛ إذ نقل هذه العبارة بطولها وحروفها عن التهذيب ولم يعزها إلى مدونها.
ثم إن السلف قصروا «البنان» بصورة «بان» وخصوها بهذا الشجر المعروف بقوامه السبط اللين وبزهره الناعم كالأذناب والمنفرشة، ويخلف قرونا كقرون اللوبياء، وبداخلها حب أكبر من الحمص، ولهذا الحب دهن طيب الرائحة يعرف بدهن البان والواحدة من هذا الشجر بانة، وسمي كذلك لأن الثمرة تشبه البنانة، وسماها اليونان
βάλαυος
أي بنفس الكلمة التي سموا بها البلوط، وأما الفرنسيون فسموها
Bog aan la aqoon