Asalka Afka Carabiga

Anastas Karmali d. 1366 AH
135

Asalka Afka Carabiga

نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها

Noocyada

وقد ذكر الصاغاني في آخر تركيب «ق ن ع»: «والتركيب يدل على الإقبال على الشيء، ثم تختلف معانيه مع اتفاق القياس، وعلى استدارة في شيء، وقد شذ عن هذا التركيب «الإقناع»: ارتفاع ضرع الشاة ليس فيه تصوب، وقد يمكن أن يجعل هذا أصلا ثالثا ويحتج فيه بقوله تعالى:

مهطعين مقنعي رءوسهم

قال أهل التفسير: أي رافعي رءوسهم» (راجع تكملة الصحاح للصاغاني في قنع).

قال الأب أنستاس ماري الكرملي: نحن لا نرى في هذا التركيب شاذا؛ لأن الإقناع هنا لارتفاع ضرع الشاة إشارة إلى هيئة القنع، والذي يتخذ القنع يرفعه صعدا حين النفخ فيه، فتكون الإشارة إليه في ارتفاع الضرع من أحسن الإشارات وأبينها.

وقال الصاغاني في مادة «س ل ط»: «والتركيب يدل على القوة والقهر والغلبة، وقد شذ عنه «السليط» للدهن.» ا.ه.

قلنا ونحن لا نرى شاذا، بل داخلا في حيز المادة؛ لأن السليط بمعنى الدهن يحتاج لعصره إلى قوة وقهر، إذن فلا شذوذ.

وفي العباب في ترجمة «عرض»: «العين والراء والضاد تكثر فروعها، وهي مع كثرتها ترجع إلى أصل واحد وهو «العرض» الذي يخالف الطول، ومن حقق النظر ودققه علم صحة ذلك.» ا.ه.

وقد انتبه جمهور اللغويين إلى أصول الكلم وما بينها من المعاني، على أنهم لم ينبهوا في كل منها على ذلك الاشتراك الظاهر لكل ذي عينين، إما لوضوح الأمر، وإما لأنهم لم يروا فيه عظيم فائدة، وإما لأسباب نجهلها، وقد سبق جميع أصحاب المعاجم الليث بن نضر بن سيار الخراساني في كتابه «العين»، المنسوب وهما إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي، فإنه نبه في صدر كل ترجمة ما يشعر أن في التركيب الفلاني المعنى الفلاني، وإن لم يصرح به تصريحا بينا، نراه يقول مثلا: «باب العين مع الباء: عبا، عبو، عيب، وعب، بوع، بعو، بيع، عاب، مستعملات.» لكن اللغوي الذي وضع معجمه مبنيا على المواد، واحدة واحدة، وذكر ما لكل مادة من المعنى الخاص بها هو ابن فارس، فإن سفره الجليل الذي لا يمكن أن يقوم هو «المقاييس» الذي يجد فيه الباحث كل ما يتمناه من خصائص الأصول وتراكيبها الأصلية.

ولقد انتبه لغويو العرب، قبل لغويي أهل الغرب، إلى هذه الفكرة البديعة، والآن ترى غير أبناء الضاد يشيرون في معاجمهم المطولة الباحثة عن الأصول إلى أصل المادة، بقولهم: وهذا الأصل يفيد كذا، وإذا عارضت هذه الأصول بأصولنا ينفتح بين يديك باب واسع يكشف لك جنات فيحا من المعاني، تصطفق أوراقها، وتغرد أطيارها، وتصطخب أمواهها، وتمرح ظباؤها، كأنك في نعيم مقيم، أشير في ذلك مثلا إلى المعجم اليوناني الفرنسي لصاحبه أناطول بابي واسمه بالفرنسية:

M. R. A. BAILLY. - Dic. Grec - Français, rédigé avec le concours de M. E. Egger. ix édition. - Librairie Hachette.

Bog aan la aqoon