231

Nuur

النور لعثمان الأصم

Noocyada

قال بعض المسلمين: إن ذلك محال، لأن في ذلك فساد دليل الأنبياء - عليهم السلام - وقد قال الله تعالى فيهم: «أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين».

وقال بعضهم: يجوز ذلك في أحاديث لهم ذكروها.

واختلف الناس في الشياطين، هل يعلمون ما في قلوب الناس أم لا؟

فقال بعض المسلمين: يعلمون ما يحدث في القلب، وليس ذلك بغيب؛ لأن الله تعالى جعل عليه دليلا، ومحال أن يدخل قلب الإنسان مثل ذلك، فإذا حدثت نفسك بالصدقة، عرفوا ذلك بالدلائل، فينهونك عن ذلك.

وقال آخرون: إن ذلك غيب، ولا يعرفونه، وأنت إذا حدثت نفسك بالصدقة، نهاك عنها الظن بالتخصيص.

وقال بعض: يدخلون قلب ابن آدم، قيعرفون ما يريد فينهونه. وبالله التوفيق.

الباب السادس والتسعون والمائتان

في إلقاء الشياطين الكلام على الكهان

وأما إلقاء الشياطين الأحاديث على الكهان، فإنه قد قيل ذلك، أن يسترقوا السمع، قبل مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت الشياطين - لعنهم الله - تسترق السمع من السماء، وتلقيه على الكهان، فتزيد الكهان فيه كلاما من قبلهم. وبالله التوفيق.

الباب السابع والتسعون والمائتان

في رؤية الجن وغرورهم

قال المؤلف: قد قيل: إن أبا الجن سأل الله: أن يرى ولا يرى، وأن يكون مسكنه تحت الثرى، فجعل له ذلك.

فمن قال: إن الجن يرون، فقد كذب القرآن، لأن الله تعالى يقول: «إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم».

مسألة:

ومن قال: إن الجن يراهم بنو آدم ويكلمونهم، وأن السحرة ينقلبون حماما. قال أبو محمد: إن تاب وإلا برئ منه.

قال الشيخ أبو محمد: قد قال بعض: إن الجن يراهم بنو آدم ويكلمونهم، وأن السحرة ينقلبون حماما.

قال: وأقول: من تاب، ورجع عن قوله هذا، وإلا برئ منه.

قال الشيخ أبو محمد: لا يجوز لأحد أن يقول: إن أحدا من بني آدم يرى إبليس - لعنه الله - لأن الله تعالى يقول: «إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم» والله أعلم. وبه التوفيق.

Bogga 231