179

Nuur

النور لعثمان الأصم

Noocyada

في الحق المبين ويوصف الله تعالى، بأنه الحق المبين. قال الله تعالى: { ويعلمون أن الله هو الحق المبين. وأن ما يدعون من دونه هو الباطل } فوصف نفسه بأنه الحق، على المجاز- ولأن الحق مصدر في أصل اللغة. فأراد -عز وجل- بذلك أن عبادة الله هي الحق، وأن عبادة غير الله، هي الباطل، وقد يجوز أيضا أن يعني بقوله: { أن الله هو الحق } أي أن الله هو الباقي المحيي المميت، والمثيب والمعاقب { وأن ما يدعون من دونه هو الباطل } أراد أنه يبطل ويذهب. وأنه لا يملك أحد ثوابا ولا عقابا غير الله.

مسألة:

فإن قال: فالحق والعدل؟

قيل له: نعم. الحق: هو العدل. والعدل: هو الحق. والعدل هو نفي الجود عنه في الأزل.

فإن في الأزل.

فإن قال: فيقال: إنه عدل؟

قيل له: نعم. ولا يقال: إنه عادل بشيء، لأن العادل بالله: هو الجائر، كما قال تعالى: { والذين كفروا بربهم يعدلون } ولكن يقال: إنه الحق العدل؛ لأنه ليس بجائر، ولا يجوز. وبالله التوفيق.

الباب الأربعون والمائتان

في الصادق

ويوصف الله تعالى: بأنه الصادق الوعد والصدق: من صفات الذات.

ومعنى الصدق: أن يكون مخبره على ما أخبره. وضده: أن يكون مخبره على خلاف ما أخبر.

مسألة:

والدليل على أنه صادق: هو علمه بقبح الكذب واستغناؤه عنه. والكذب من صفات المحدثين- تعالى الله عنه.

والحجة على أنه صادق: قوله تعالى: { ومن أصدق من الله قيلا } .

مسألة:

فإن قال: هل لله تعالى أن يقول الكذب؟

قيل له: يستحيل ذلكم؛ لأن الصدق، قد دلت الدلالة على أنه من صفات ذاته. ومن كان الصدق من صفات ذاته، لم يجز أن يوصف بالكذب، ولا بالقدرة عليه، كما أن من كان العلم من صفات ذاته، لم يجز أن يوصف بالجهل، ولا بالقدرة عليه. وبالله التوفيق.

الباب الحادي والأربعون والمائتان

Bogga 179