176

Nuur

النور لعثمان الأصم

Noocyada

وإنما يصح أن يقال: وكيل عليهم، كما قال تعالى: { وكان الله على كل شيء وكيلا } ولا يقال: إن الخلق وكلاء على الله، كما يكونون يتوكلون عليه؛ لأن الوكيل ليس معناه التوكل؛ لأن مصدر الوكيل الوكالة، بمنزلة الولاية. والوكيل خلاف ذلك المعنى. فنحن نتوكل على الله، ونعتمد عليه. ومعنى ذلك واحد وليس ذلك ممن معنى الوكالة، في شيء. فلهذا لا يجوز أن يوصف الله تعالى، بأنه متوكل علينا. وصح له الوصف، بأنه وكيل علينا.

والقول: بأنا نعتمد عليه، ونركن إليه، هو توسع؛ لأن أصل الاعتماد، هو اعتماد الرجل، على ما يعتمد عليه، من شيء إذا مشى أو قام. فجعلوا هذا المعنى، في معنى التوكل توسعا. ولهذا سموا بعض الخلفاء، بالمعتمد على الله.

وكذلك الركون، أصله من الاعتماد. ويستعملان في الله مجازا، على ما بيناه. وبالله التوفيق.

الباب الثامن والعشرون والمائتان

في الكفيل

يقال لله تعالى: الكفيل؛ لأنه تكفل بأرزاق العباد، ولمن وحده، بالجنة في الآخرة. فيقال لله تعالى: كفيل. معناه: أنه كفل لعباده، بأنه يثيبهم على طاعتهم.

ومعنى أنه كفل بذلك، أنه ضمنه. والكفالة: هي الضمان. وبالله التوفيق.

الباب التاسع والعشرون والمائتان

في الباعث

الباعث في كلام العرب: المثير المنهض. تقول: بعثت البعير، إذا أثرته وأنهضته من مكانه.

وكذلك بعثت الرجل وأثرته من مكانه الذي تمكن فيه واضطجع. فقيل لله تعالى: الباعث؛ لأنه يبعث الخلائق، بعد الموت، أي يثيرهم من القبور، وينثضهم من مضاجعهم. قال الله تعالى: { قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } .

ويكون أيضا الباعث مأخوذا من بعث الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام إلى الناس. أثارهم الله تعالى، من بين القبائل والشعوب. والمعنيان صحيحان جائزان، في صفة الله تعالى. وبالله التوفيق.

الباب الثلاثون والمائتان

في الديان

الديان من الدين: وهو الطاعة؛ لأن الخلق كلهم دانوا له وتذللوا، ولم يفته شيء من خلقه.

ويقال: دان له: أي أطاعه.

وقيل في صفة الله تعالى: ديان يوم الدين، أي إليه حساب الخلائق يوم الحساب.

Bogga 176