والدليل على أنه عزيز: اقتداره على ما يريده، وإظهاره لكل خلق جديد، وإعزازه لكل مؤمن رشيد، وقمعه لكل شيطان مريد، وقصمه لكل جبار عنيد.
فإن قال قائل: فقد قال الله تعالى: { رب العزة } فالعزة مربوبة، فكيف تكون أزلية؟
قيل له: إن قوله: { رب العزة } في هذا الموضع أن العزة ها هنا: الملائكة. وأما العزيز الحكيم، فهو الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
قال المؤلف: قوله في أول الباب: إن الله عز أي امتنع، فلم يقدر على شيء منه، فإنما يوصف بذلك لمن كان ذا أبعاض. فيقال: فلم يقدر على شيء من أبعاضه. وأما البارئ فيوصف فيقال في هذا الموضع: فلم يقدر عليه.
الباب التاسع والثمانون والمائة
في الجبار
أبو الحسن البسياني: الجبار: هو الذي لا يقاوم في الحقيقة.
غيره الجبار: الممتنع، على معنى العزيز. والجبار: الذي لا يقدر عليه، ولا يتوصل إليه.
قال الشيخ أبو الحسن البسياني: أيضا الجبار: الممتنع الذي لا يرام، ولا يضام.
الباب التسعون والمائة
في المتكبر
أبو محمد عن قول الله تعالى: { المتكبر } ما معناه؟
قال: معناه الكبير، والعزيز الذي لا يرام، ولا يضام. والحكيم: صفة ذات وصفة فعل.
فالذاتي هو العليم. والفعلي: الذي توجد أفعاله محكمة.
أبو الحسن البسياني- المتكبر: هو الكبير الشأن والمقدار والعظمة.
غيره- التكبر: التعظم. ومعنى المتكبر: أنه يستحق، أنه من صفات المدح، التي هي أعلى رتبة من سائر المدائح. وكان متكبرا على الحقيقة، لأجل ذلك.
وقيل: المتكبر: القاهر للأشياء.
فإن قال قائل: أفتزعمون أنه متكبر؟
قيل له: نعم.
فإن قال: هذه الصفة، وجبت له لذاته؟
قيل له: نعم، بأن وصفنا له، بأنه متكبر، ووصفنا له، بأنه كبير واحد.
وكذلك الوصف له: بأنه متوحد، وأنه واحد، هو معنى واحد.
وكذلك وصفنا له بأنه متجبر، وأنه جبار واحد، كما أن والوصف له، بأنه متقدم، وأنه قديم، هو معنى واحد. وبالله التوفيق.
الباب الحادي والتسعون والمائة في ذكر الخالق والخلاق
Bogga 157