في المالك والملك والمليك مالك وملك ومليك، قد جاء بهذا القرآن. وهي كلها مشتقة، من الملك. يوصف به المخلوق. يقال للرجل: مالك وملك ومليك. ويقال: ملك أيضا بسكون اللام.
مسألة:
يقال لله تعالى: لم يزل مالكا للأشياء، كما أنه لم يزل قادرا عليها.
فإن قال: ما معنى ملكه، لما لم يوجد؟
قيل: هو قدرته عليه. فلما كان قادرا، على ما لم يوجد، كان مالكا له. وقد قال الله تعالى: { مالك يوم الدين } ويوم الدين، لم يوجد. وقد أخبر أنه مالك له، إذ كان قادرا عليه.
ومعنى الملك والمالك: هو الذي له الملك.
وحقيقة الملك: القدرة على الخلق والاختراع. والبارئ لم يزل مليكا. وبالله التوفيق.
الباب الخامس والثمانون والمائة
في السلام
معنى قوله السلام، فهو قريب من القدوس
وقيل: السلامة به ومنه.
فالسلام: اسم من أسماء الله. ومنه سمى الرجل عبدالسلام. فسمى نفسه السلام، بالسلامة، مما يلحق المخلوقين من العيب والنقصان والفناء والموت، والزوال والتغيير.
أبو الحسن: السلام ذكره سلامة على من كره. وهو الذي يسلم الناس من جوره.
مسألة:
قيل: وصف الله نفسه، بأنه السلام المؤمن المهيمن. والسلام: هو المصدر المعقول. فوصف بذلك نفسه، على جهة التوسع، وإرادته هو المسلم الذي السلامة تنال من قبله. فلما كان يعقل عند وصفه نفسه، بأنه السلام، ما أراد من كون السلامة من قبله، جاز أن يصف نفسه بذلك، على جهة التوسع. وبالله التوفيق.
الباب السادس والثمانون والمائة
في المؤمن
أبو الحسن - المؤمن: الذي يؤمن منه الجور. ومنه الأمن.
قال غيره: وقيل: وصف نفسه بذلك: أنه آمن العباد، من أيضيع لأحد منهم عنده حق، أو يعاقب أحدا منهم، بغير الحق.
وقيل: المؤمن: هو المصدق لعباده. والعبد مؤمن، أي يصدق الله بوعده ووعيده. ويكون المؤمن الذي أمن أولياءه أن يظلمهم، أي أعطى الأمان على ذلك.
الباب السابع والثمانون والمائة
في المهيمن
المهيمن: هو الشاهد الذي لا يصح عليه الزوال.
Bogga 155