139

Nuur

النور لعثمان الأصم

Noocyada

والتأني: للشيء بعد الشيء. فجعل الله التأني رحمة للعباد، للآجال والمعاملات وجميع الأمور.

قال الشيخ أبو الحسن البسياني: إن الله تعالى شاء أن يظهر قدرته، ويرى العباد ملكه وعزته. فخلق الأشياء التي سبق في علمه أنه سيخلفها. فخلق الأشياء لا من شيء. ثم خلق للشيء من الشيء. ولو شاء الخلق كل شيء لا من شيء؛ لأنه إذا أراد شيئا أن يقول له: كن فيكون انقضى.

فخلق الله الخلق قسمين: منتفع ومنتفع به. ثم خلق المكلفات. فمن أحسن فلنفسه، ومن أساء فعليها.

فإن قيل: فأي شيء أفنى الله الخلق من الآلاء، حتى يذكرهم بها؟

قيل له: النعمة في ذلك التسوية بينهم في الموت، حتى لا يكون لأحدهم فضل بالحياة على أحد. وبالله التوفيق.

الباب الثامن والخمسون والمائة

في أن الله تعالى خلق الخلق لينفعهم

قال المؤلف: دليل ذلك: أنه لا يخلو من أن يكون خلقهم لينفعهم، أو لينتفع هو بهم، أولا لهذا ولا لهذا.

فإن يكن خلقهم لينفعهم، فهو ما نقوله. وإن يكن لينتفع هو بهم، فقد لزمته الحاجة والفقر العجز. والعاجز المحتاج الفقير، ليس بإله غني على كل شيء قدير وبكل شيء عليم.

وإن يكن خلقهم، لا لهذا، ولا لهذا، فقد خلقهم عبثا، وتركهم سدى. والفاعل لذلك ليس بحكيم. والله حكيم عليم. وبه التوفيق.

الباب التاسع والخمسون والمائة

في نعمة الله على العباد

قال المؤلف: أول نعمة الله على العباد: أن خلقهم أحياء غير أموات. لأن الموات لا يجد لذة. وكمال نعمة الله على العباد العقل؛ لأن غير العاقل، لا ينظر بعقله حكمة الله ونعمته عليه، وعلى سائر الخلق أجمعين. ثم إن الله تعالى أتم نعمته عليهم بهذا الإسلام. فالإسلام هو تمام النعم. وبالله التوفيق.

الباب الستون والمائة

في الرزق

والرد على المعتزلة

قال الله تعالى: { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } .

فمن قال: إنه يحصي نعمة الله ، فقد كفر بالله.

فإن قال قائل: أفيرزق الله الحرام؟

Bogga 139