130

Nuur

النور لعثمان الأصم

Noocyada

والدليل على أن جميع الخلق أجمع تذهب، مما ذرأ الله وبرأ، من جميع بريته، ومما ذرأ من السموات والأرضين، وما فيها أجمعين، من حيوان، أو جماد ذاهب فان: قوله تعالى: { كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون } فكل شيء موجود مخلوق، يقع عليه اسم شيء، فذاهب من جميع السموات والأرض، وما فيهن أجمعين. وبالله التوفيق.

الباب الخامس والأربعون والمائة

في الحساب والجزاء يوم القيامة

ودخول الجنة والنار

قال الله تعالى: { ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين } ليس حساب ربنا كحساب المخلوقين. وإنما هو حكم وعدل، وعلم بأعمالهم التي عملوها، وقوله: { وكفى بنا حاسبين } الباء رفع. والمعنى: وكفينا حاسبين. وحاسبين منصوب على التمييز وعلى الحال؛ لأن حسابه للخلق أجمعين، مثل حسابه لرجل واحد، لا يشغله حساب واحد عن حساب آخر. وهو معنى قوله: { إن الله سريع الحساب } .

قال المؤلف: نعم لا يشغل الله شيء عن شيء.

والكتب. قيل: إنما هي تطاير طيرانا، يطير كل كتاب إلى صاحبه. وأنها تكون قبل طيرانها تحت العرش.

قيل: إن الكتب تكون بأيدي الملائكة الذين كان يكتبون على بني آدم. فيعطون بني آدم كلا منهم كتابه فيقرأوه فإن قرأه علم بحجة الله عليه، يلقى الله ذلك على قلوبهم.

قال الشيخ أبو الحسن البسياني: أقول إن الله تعالى هو المحاسب لهم، وأنه يسألهم عن أعمالهم من الخير والشر، ويريهم ذلك. فيعلم المؤمن فضل الله عليه. ويعلم الكافر عدل الله عليه، لأنه ليس بظلام للعبيد وهو كأسرع ما يكون. إنه قال تعالى: سريع الحساب وأسرع الحاسبين. انقضى.

قال: وأقول : إن هذا الكتاب يكون عند حفظته، الذين كانوا يكتبون عليه حسناته وسيئاته.

Bogga 130