قيل لهم: فقد جاءت الأخبار عن عيسى بإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، والكلام في المهد وأشباه ذلك. وجاء عن محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء به من المنضاة، وما حدث منالماء الذي توضأ منه عالم كثير من الناس. وشربوا منه ودعاؤه للشجرة، فشققت الأرض، حتى قامت بين يديه وكلام الذئب الذي يخبر بنبوته، وانقضاض النجوم، في أوان رسالته، وإخباره بالغيوب التي توجد موافقة لخبره، والقرآن الذي لا يقدر أحد أن يأتي بمثله، ما جعل مما ادعيتم، من تواتر أخباركم، في ثبوت أعلامكم، من موسى عليه السلام أولى بأن يكون حقا، مما جاءت به أخبارنا، عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وبه التوفيق.
الباب الثاني والعشرون والمائة
في الرد على من قال: كيف لزمت حجة القرآن
الهند والترك والعجم؟
إن قال قائل: كيف لزمت حجة القرآن الهند والترك والعجم. فهمما يعرفون أن ما أتى به معجز؟
قيل له: من حيث إذا فتشوا، علموا أن العرب الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أفصح في الكلام العربي، وأنهم النهاية في هذا الباب وأنه نشأ عندهم. وأنه ما كان يتلو من قبله من كتاب، ولا يخطه بيمينه، وأنه مع ذلك أجمع، تحداهم بمثله، أو مثل سورة، مجتمعين ومتفرقين، فعجزوا عن ذلك، كما أن حجة موسى وعيسى قائمة، على من ليس بساحر، ولا طبيب؛ لعلمه أنهما تحديا أطب الناس، وأعلمهم سحرا، بمثل ما أتيا به. فعجزوا عن ذلك، مع الحرص عليه، والإيثار له. وبالله التوفيق.
الباب الثالث والعشرون والمائة
في الرد على من قال من اليهود:
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبعث بعد وأنه سيبعث
يقال لهم: كيف يكون لم يبعث في قولكم. وأنتم تعلمون أيان بعثه، وأبان موته. وكل ذلك عندكم ، في كتابكم، قد انقضى وقته، في مولده وبعثه وموته، شاهرا ذلك عندهم، لا ينكره إلا مكابر، ممن يشتري بآيات الله وأيمانه ثمنا قليلا كما وصفهم الله في كتابه.
Bogga 101