Nuur Yaqiin
نور اليقين في سيرة سيد المرسلين
Daabacaha
دار الفيحاء
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
1425 AH
Goobta Daabacaadda
دمشق
Noocyada
Taariikhda Nebiga
السنة السابعة
غزوة خيبر «١»
وفي محرم السنة السابعة أمر ﵊ بالتجهز لغزو يهود خيبر، الذين كانوا أعظم مهيّج للأحزاب ضدّ رسول الله في غزوة الخندق، والذين لا يزالون مجتهدين في محالفة الأعراب ضدّ رسول الله كما قدّمنا ذلك في قصة كعب بن الأشرف، وقد استنفر رسول الله لذلك من حوله من الأعراب الذين كانوا معه بالحديبية. وجاء المخلّفون عنها ليؤذن لهم فقال ﵊: لا تخرجوا معي إلّا رغبة في الجهاد، أما الغنيمة فلا أعطيكم منها شيئا، وأمر مناديا ينادي بذلك، ثم خرج ﵊ بعد أن ولّى على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري «٢» . وكان معه من أزواجه أم سلمة، ولما وصل جيش المسلمين إلى خيبر التي تبعد عن المدينة نحو مائة ميل من الشمال الغربي، رفعوا أصواتهم بالتكبير والدعاء. فقال: ﵊ «ارفقوا بأنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم» «٣» وكانت حصون خيبر ثلاثة منفصلا بعضها عن بعض وهي: حصون النطاة وحصون الكتيبة وحصون الشق والأولى ثلاثة: حصن ناعم، وحصن الصعب، وحصن قلّة، والثانية حصنان: حصن أبي، وحصن البريء. والثالثة ثلاثة حصون: حصن القموص، وحصن الوطيح، وحصن السّلالم، فبدأ ﵊ بحصون النطاة، وعسكر المسلمون شرقيها بعيدا عن مدى النبل، وأمر ﵊ أن يقطع نخلهم ليرهبهم، حتى يسلموا، فقطع المسلمون نحو أربعمائة نخلة. ولمّا رأى ﵊
(١) مدينة عظيمة ذات حصون ومزارع على ثمانية برد من المدينة إلى جهة الشام (والبرد اثنا عشر ميلا عربيا فتكون المسافة كلها ٩٦ ميلا عربيا) .
(٢) قال ابن هشام: واستعمل على المدينة نميلة بن عبد الله الليثي.
(٣) رواه البخاري.
1 / 180