Nuurka Waqaaray
النور الوقاد على علم الرشاد لمحمد الرقيشي
Noocyada
المسألة الحادية عشر : في الجهاد بالمال أعلم أن فريضة الجهاد مشتركة في الأنفس والأموال بدليل قوله تعالى : ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم أن كنتم تعلمون ) وبقوله : ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيله بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم أن كنتم تعلمون ) وبقوله : ( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ) وبقوله : ( فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ) وبقوله : ( الذين آمنوا جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون ) وبقوله : ( أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا ) ففي هذه الآيات الشريفة ما دل على وجوب الجهاد بالنفس والمال فمن لم تسمح نفسه بالجهاد بماله فقد ترك فرضا من فرائض الله إذا كان الجهاد فرضا وتارك الفرض لا محاله هالك والعياذ بالله وفي حالة كون الجهاد وسيلة فتاركه خسيس المنزلة وقد صرح القرآن بوجوب الجهاد في قوله تعالى : ( وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين ) وقال تعالى : ( إنما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يعلمون يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لمن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيري الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم أ،هم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ) فأولوا الطول هم الأغنياء وقد تعلق هذا الوعيد العظيم كما ترى باستئذان الأغنياء في القعود فإذا هم إلى الوعيد بنار جهنم وأي دليل أعظم من هذا على وجوب الجهاد بالمال والنفس والاعتذار عن الخروج بالمال والنفس كبيرة من عظائم الذنوب موجبة لسخط الرب وقائدة لفاعله إلى النار والعياذ بالله ...
المسألة الثانية عشر : لما علمت أن وجوب فرض الجهاد بالنفس والمال مشتركان وظهر لك الدليل القاطع بهلاك من شح بماله عن الجهاد في سبيل الله به وما عليه من الوعيد بالنار ظهر لك أن تقديم ذكر الأموال على الأنفس في بعض الآيات وتأخير الأموال عن الأنفس في بعضها أيضا لمعان منها أن الاهتمام بما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب فالاهتمام بتهيء الزاد للسفر هو المتقدم وكذلك الراحلة وما يحتاج إليه من آلة الركوب وعلفها لابد منه ونفقته ونفقة دابته أيضا ومما يحتاج إليه الخارج بعدة لسفرة وقد شملته الآية الشريفة وهي قوله تعالى : ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) بعمومها لجميع ما يعد للجهاد وأما على تأخير الأموال وتقديم الأنفس في مواضع فإنه لا شيء اعز على المرء من نفسه ولأن المال يبذل لحياة النفس وصونها عن الآفات فلما قدمها الشارع علم من ذلك بالضرورة أن بذل النفس هو من أعظم الأشياء وأمانتها في إحياء العدل هو من أفضل الأعمال فالبائع لنفسه في سبيل الله هو بائع للدنيا وما فيها وخارج عنها فلا منزلة أعلى من منزلته ولا عمل أفضل من عمله وقد شهد الكتاب والسنة بذلك فارجع إلى الآيات المصرحة بذلك والأحاديث الناطقة بذلك تجد الشفاء لدائك والله أعلم .
Bogga 153