63

Nuurka Iqtibaska

نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

Baare

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

Daabacaha

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Noocyada

لأنّ العبد قد يعزم عَلَى الرضا بالقضاء قبل وقوعه، فَإِذَا وقع انفسخت تلك العزيمة. فمن رضي بعد وقوع القضاء، فهو الراضي حقيقة. وفي الجملة: فالصبر واجب لابد منه، وما بعده إلا السخط، ومن سخط أقدار الله فله السخط مع ما يتعجل له من الألم وشماتة الأعداء به أعظم من جزعه، كما قال بعضهم: لا تجزعن من كل خطب عرا ... ولا ترى الأعداء ما يشمتوا يا قوم بالصبر ينال المنى ... إذا لقيتم فئة فاثبتوا (*) وقال النبي ﷺ: "من يتصبر يصبره الله، وما أُعطي أحد عطاءً خيرًا ولا أوسع من الصبر" (١). وقال عمر: وَجدنا خير عيشنا بالصبر (٢). وقال علي: إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له (٣). وقال الحسن: الصبر كنز من كنوز الجنة، لا يعطيه الله إلا لمن كرم عليه. وقال ميمون بن مهران: ما نال أحد شيئًا من جسيم الخير، نبي فمن دونه إلا بالصبر. وقال إبراهيم التيمي: ما من عبد (وهبه الله) (**) صبرًا عَلَى الأذى،

(*) فاصبروا "نسخة". (١) أخرجه البخاري (١٤٦٩)، ومسلم (١٠٥٣). (٢) علقه البخاري (١١/ ٣٠٩) وقال الحافظ في "الفتح": وقد وصله أحمد في "كتاب الزهد" بسند صحيح عن مجاهد قال: قال عمر -إِلَى قوله- وأخرجه الحاكم من رواية مجاهد عن سعيد بن المسيب عن عمر ... الخ. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (٦٣٠) ووكيع في الزهد (١٩٨). (٣) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٧٥ - ٧٦). (**) وهب الله له: "نسخة".

3 / 152