لقد اخترت أنا أن أجيء به وأنا في هذه السن، وهذا في ذاته اختيار، ثم حين يشب عن الطوق هو مخير فيما يفعل، أهو مخير أم تحكمه تربيته، وكيف سار نهجه في الحياة، وكيف رباه من رباه، ولكن الذي رباه أيا كان سواء كنت أنا أم كانت أمه أم كان أخاه قد اختاروا له الطريق، فالاختيار إذن يحكم حياته، سواء كان ذلك اختياره هو أم اختيار من أشرف على نشأته. لا يعقل أن السماء وهي العدل المطلق تجبر الإنسان ثم تحاسبه، لا محاسبة إلا مع الاختيار، وبهذا يختلف جبار السماوات والأرض، وهو العدل في قمم العدل الشامخة، وبين الجبارين في الأرض الذين ينزلون حكمهم على من لا يملكون الاختيار.
أجبر واختيار ومدرسة يحيى غدا، وأنا لا أدري ما مصيره وما مستقبله؟
إنني تاركها إلى الله، وهل بيدي إلا أن أتركها لله؟
ومن يدري لعل يحيى ... أعوذ بالله! ليس لي غير الله. أنا لم أقصر. ولكنني قصرت؛ أتزوج في هذه السن وآتي به أيضا ثم أزعم أنني لم أقصر!
لقد أخطأت. وابني - لهفي عليه - هو الذي سيتحمل الخطأ لا أنا.
أخطأت مع عدلي حين أهملت شأنه.
وأخطأت مع يحيى حين جئت به. وحسبي الله!
ولكن أكنت أملك ألا أجيء به؟
طبعا.
وأمه؟
Bog aan la aqoon