181

============================================================

هيد وتشأة علم الكلام وتعربفه وموضوعه ومكانته وغارته وحمه 181 قوله: (لما أنها)(1) ما: هنا تحتمل وجهين: أحدهما: أن تكون زائدة غير كافة، ولا عوض عن شيء ، فانها تزاد بعد الخافض، حرفا كان نحو: {فبما رحمة"(3) أو اسما نحو: أيما آلأ جلين} (3) وفائدة زيادتها تأكيد إثبات المطلوب من حيث كونها في الأصل حرف نفي ، فكأنها نفت نقيض [ج /15] ما في حيزها، وإذا انتفى نقيضه تأكد ثبوته ، وقد قيل مثل ذلك في نحو: إنما زيد قائم، والثاني: أن تكون مصدرية أكدت ب" أن" المصدرية، فإن التأكيد تارة يكون لاسم، وتارة يكون لغيره، وتارة يكون بلفظ المؤكد، وتارة يكون بغير لفظه إذا وافقه في المعنى، ولما كانت الصلة إنما تلي المؤكد - وهو الثاني - أتى بصلة تليق ب: 6 أن " وهي الجملة الاسمية، وقوله: (لما أنها إلى آخره) قال ابن جماعة :" الأول توجيه للأول، والثاني توجيه للثاني، واعلم أن التوجيه الأول [1/ 16] مشترك (4) الإلزام، ويلزم عليه تسمية كل واحد من القسمين بعلم الشرائع بعين ما ذكر ، لأنه أخذ المقسم الأحكام الشرعية فيلزم ذلك، اللهم إلا أن يقال: الشرعي قسمان : ما لا يعلم إلا من الشرع ، وما للشرع فيه دخل ، والأعم لا دلالة له على الأخص، وأما عدم السبق عند الإطلاق فيجوز أن يكون بوساطة تقييد عهدي، أو تخصيص عرفي فاعلم ذلك انتهى".

قوله: (وبالثانية)(5) أي والعلم المتعلق بالثانية ، فهي عطف على الأولى (6) .

قوله: (علم التوحيد) (7) قال ابن جماعة : هو علم [ب /16] يبحث فيه عن ذات الله تعالى- وصفاته، من حيث ما يجب لها، وينفى عنها، واعلم أن تسمية الأولى عملية(8) واضح لتعلقها بالعمل، وتسمية الثانية اعتقادية واضح كذلك لتعلقها بالاعتقاد، وانما الكلام في تسمية الأولى فرعية، وكأنه من جهة تفرع العمل على العلم والاعتقاد، وتسمية الثانية أصلية وكأنه من جهة تفرع العمل عليه، والعلوم ثلاثة : أصل من كل وجه؛ وهو علم الكلام، وفرع من كل وجه؛ وهو علم الفروع ، وأصل من وجه؛ وفرع من وجه؛ وهو أصول الفقه انتهى.

(1) شرح العقائد:4.

(2) سورة آل عمران : من الآية 159 .

(3) سورة القصص: من الآية 28 .

(4) في (ج) : متزل.

(5) شرح العقائد:4.

(6) في (ج) : الأول .

(7) شرح العقائد:4 .

(8) في (ج): علمية.

Bogga 181