Nukat Wa Cuyun
النكت والعيون
Baare
السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Goobta Daabacaadda
بيروت / لبنان
بقية فليتبعها بمعروف، وليرد من عليه الفاضل بإحسان، ويكون معنى ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ﴾ أي فضل له قِبل أخيه القاتل شيء، وهذا قول السدي. والثالث: أن هذا محمول على تأويل عليّ ﵁ في أول الآية؟ في القصاص بين الرجل والمرأة والحر والعبد وأداء ما بينهما من فاضل الدية. ثم في الاتباع بالمعروف والأداء إليه بإحسان وجهان ذكرهما الزَّجَّاج: أحدهما: أن الاتباع بالمعروف عائد إلى ولي المقتول أن يطالب بالدية بمعروف، والأداء عائد إلى القاتل أن يؤدي الدية بإحسان. والثاني: أنهما جميعًا عائدان إلى القاتل أن يؤدي الدية بمعروف وبإحسان. ثم قال تعالى: ﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ يعني خيار الولي في القود أو الدية، قال قتادة: وكان أهل التوراة يقولون: إنما هو قصاص أو عفو ليس بينهما أرش، وكان أهل الإنجيل يقولون: إنما هو أرش أو عفو ليس بينهما قود، فجعل لهذه الأمة القود والعفو والدية إن شاءوا، أحلها لهم ولم تكن لأمة قبلهم، فهو قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِكُم وَرَحْمَةٌ﴾. ثم قال تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ يعني مَنْ قَتَلَ بعد أَخْذِهِ الدية فله عذاب أليم، وفيه أربعة تأويلات: أحدها: أن العذاب الأليم هو أن يقتل قصاصًا، وهو قول عكرمة، وسعيد بن جبير، والضحاك. والثاني: أن العذاب الأليم هو أن يقتله الإمام حتمًا لا عفو فيه، وهو قول ابن جريج، وروي أن النبي الله عليه وسلم كان يقول: (لاَ أُعَافِي رَجُلًا قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَّةِ).
1 / 230