Nukat Wa Cuyun

Al-Mawardi d. 450 AH
159

Nukat Wa Cuyun

النكت والعيون

Baare

السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

بيروت / لبنان

أحدهما: أنهم المؤمنون برسول الله ﷺ، والكتاب هو القرآن، وهذا قول قتادة. والثاني: أنهم علماء اليهود، والكتاب هو التوراة، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد. ﴿يتلونه حق تلاوته﴾ فيه تأويلان: أحدهما: يقرؤونه حق قراءة. والثاني: يتبعونه حق اتباعه، فيحللون حلاله، ويحرمون حرامه، وهذا قول الجمهور. ﴿أولئك يؤمنون به﴾ يعني بمحمد ﷺ، لأن من قرأ أحد الكتابين، آمن به، لِمَا فيهما من وجوب اتباعه.
﴿يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين﴾ قوله تعالى: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلماتٍ فأتمهن﴾ فيه محذوف وتقديره: واذكر إذا ابتلى يعني اختبر، وإبراهيم بالسريانية أب رحيم، وفي الكلمات التي ابتلاه الله ﷿ بها، ثمانية أقاويل: أحدها: هي شرائع الإِسلام، قال ابن عباس: ما ابتلى الله أحدًا بهن، فقام بها كلها، غير إبراهيم، ابتلي بالإِسلام فأتمه، فكتب الله له البراءة فقال: ﴿وإبراهيم الذي وَفَّى﴾ [النجم: ٣٧] قال: وهي ثلاثون سهمًا: عشرة منها في سورة براءة: ﴿التائبون، العابدون، الحامدون، السائحون، الراكعون، الساجدون﴾ [التوبة: ١١٢].

1 / 182