والرابع: أن يكون رفعًا بـ: ﴿وَأَسَرُّوا﴾ على لغة من قال: أكلوني البراغيث.
فهذه أربعة أوجه في الرفع.
والخامس: أن يكون في موضع نصب بإضمار (أعني) .
والسادس: أن يكون في موضع جر بدلًا من (الناس) في قوله تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ﴾ [الأنبياء: ١] .
وقد ذهب بعضهم إلى أنه نعت للناس.
فهذه سلعة أوجه.
* * *
قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الأنبياء: ٤٤]
النقص: نقيض الزيادة، واختلف العلماء في معنى ﴿نَنْقُصُهَا﴾:
فقال بعضهم: ننقصها بخرابها: وقيل: بموت اهلها، وقيل ننقصها من أطرافها بما يفتح الله ﷿ على نبيه منها، وما ينقص من الشرك بإهلاك أهلها، وقيل: ننقصها بموت العلماء؛ لأنه من أشراط الساعة، وقد جاء في الحديث: (إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ولكن ينتزعه بموت العلماء فيتخذ الناس رؤوسا جهالًا فيضلون ويضلون)، وكان يقال: الأطراف مكان الأشراف.
فصل: ومما يسأل عنه أن يقال: ما الأصل في قوله: ﴿أَنَّا﴾؟
والجواب: أن الأصل فيها أننا، فحذفت إحدى النونات كراهة لاجتماع ثلاث نونات، والوجه أن تكون المحذوفة الوسطى؛ لأن الثالثة اسم مع الألف ولا يجوز حذفها، والأولى