باب التصريف
التصريف تصريف المعنى في المعاني المختلفة، كتصريفه في الدلالات المختلفة، وهو عقدها به على جهة التعاقب، فتصريف المعنى في المعانى كتصريف الأصل في الاشتقاق في المعاني المختلفة، وهو عقدها به على جهة العاقبة، كتصريف الملك في معاني الصفات، فصرف في معنى مالك، وملك، ذي الملكوت، والمليك، وفي معنى التمليك، والتمالك، والإملاك، والتملك، والمملوك،
كذلك تصريف معنى العرض في الأعراض، والاعتراض، والاستعراض، وبالتعرض، والتعريض، والمعارضة والعرض والعروض. وكله منعقد بمعنى الظهور. ومنه: أعرضت اليمامة أي ظهرت وهو الأصل، ومنه أيضا الإعراض عن الإنسان لأنه انزواء عن الظهور له، ومنه الاعتراض وهو ظهور ما يصد عن الذهاب، ومنه الاستعراض للجارية لأنه طلب لظهورها للحاسة، ومنه التعريض للأمر لأنه طلب لظهوره بالفعل، ومنه التعريض للنفع لأنه يصير على السبب الذي به بقع ظهور النفع، منه المعارضة لأنها مقابلة يقع منها ظهور المساواة، أو المخالفة، ومنه المعرض لأن ظهور الشيء به أبين، ومنه العرض لأنه على ظهور شيء لا يلبث، ومنه العروض لأنه ميزان الشعر، يظهر به المنكسر من المتزن. وهذا الضرب من التصريف فيه بيان عجيب يظهر فيه المعنى بما يكتنفه من المعاني التي تظهره وتدل عليه. أما تصريف المعنى في الدلالات المختلفة فقد جاء في القرآن في غير قصة، منها قصة موسى
1 / 101