بسم الله الرحمن الرحيم
[و] صلى الله على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وصحبه وسلم.
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد
فقد وقفت على جزء خرجه بعض الأئمة العصريين لنفسه، وأبرزه للطالبين بروز النهار بشمسه، فيه أحاديث مسلسلات، وآخر عشاريات، وغير ذلك من المرويات، قرئ عليه بشرطه، وكتب آخره طبقة السماع عليه بخطه، وأشهد عليه بما سطره للسامعين على طريقة القراء المحبرين، فوجدت في الجزء المشار إليه بعض ما ينبغي التنبيه عليه مما ذكر فيه والصواب سواه، فنبهت على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فمن ذلك في الحديث الثاني من الجزء المذكور وهو حديث المصافحة الذي رواه المخرج عن الحافظ أبي المظفر السرمري عن الدقوقي محمود بن علي بسنده إلى محمد بن علي العلوي قال: وهو صافح الإمام أبا الفضل محمد بن جعفر الخزاعي وهو صافح الإمام أبا العباس أحمد بن سعيد المطوعي.
Bogga 483
فالمطوعي المذكور ليس اسمه أحمد وإنما هو الحسن بن سعيد بن جعفر أبو العباس العباداني المطوعي أحد المعمرين جاوز المائة ضعفه أبو بكر ابن مردويه وغيره.
مات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وعلى الصواب خرجه شيخ المخرج الحافظ أبو المظفر السرمري في كتابه ((التشوف)) كما رواه عنه المخرج إلى الخزاعي قال: حدثني أبو العباس الحسن بن سعيد.
وكذا رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي، عن أبي العباس الحسن بن سعيد بن جعفر المطوعي فذكره.
ولا أعلم فيه خلافا.
ومنه في الحديث الثالث في حديث التشبيك رواه المخرج عن عمر بن أميلة من ((مشيخة ابن البخاري)) تخريج ابن الظاهري وفي إسناده: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد العزيز المالكي.
كذا قاله! وإنما هو المكي وكذلك وقع في المشيخة المذكورة وجاء في غيرها: ((المالكي)) كما ذكره المخرج وكلاهما فيه نظر صوابه: ((ابن المكي)) فهو اسم لجده.
قال المحدث أبو حامد محمد بن أيبك السروجي فيما وجدته بخطه:
((هو أحمد بن عبد العزيز ابن المكي وهو اسم جده وليس بنسبة وهو من أهل نسف)) انتهى.
Bogga 484
ومنه في إسناد الحديث المذكور بعد قوله: ((ابن الشرود الصنعاني وشبك بيدي قال: شبك بيدي أبي وقال: شبك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى)).
كذا ساقه المخرج وسقط من إسناده رجل لكن المخرج ساقه من ((مشيخة ابن البخاري الظاهرية)) وكذا وقع فيها وصوابه بعد قوله: ((وشبك بيدي أبي)): ((وقال أبي: شبك بيدي أبي وقال: شبك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى)).
وهكذا خرجه الحاكم أبو عبد الله في كتابه ((أنواع الحديث)) فقال في النوع الثامن من المسلسل:
((شبك بيدي أحمد بن الحسن المقرئ وقال لي: شبك بيدي أبو عمر عبد العزيز بن عمر بن الحسن بن بكر بن الشرود الصنعاني وقال لي: شبك بيدي أبي وقال: شبك بيدي أبي وقال: شبك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى فذكره)).
وكذلك رواه أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن منده فقال: شبك بيدي خيثمة بن سليمان الإطرابلسي وحدثنا قال: شبك بيدي عبد العزيز بن الحسن بن بكر الصنعاني وحدثني قال: شبك بيدي أبي الحسن بن بكر وحدثني قال: شبك بيدي أبي بكر بن الشرود وحدثني قال: شبك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى وذكر بقيته.
Bogga 485
وقال أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي: شبك بيدي أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي قال: شبك بيدي أبو أحمد ابن جامع قال: شبك بيدي أبو بكر محمد بن الحسن ابن فيل قال: شبك بيدي أبو عمر عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود وقال أبو عمر: شبك بيدي أبي، وقال أبي: شبك بيدي أبي، وقال جدي: شبك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى فذكره.
وكذلك رواه أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قال: شبك بيدي أبو عبد الله نافع بن علي بن يحيى السروي -قدم علينا- قال: شبك بيدي أبو داود سليمان بن يزيد القزويني قال: شبك بيدي أبو عمر عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني قال: شبك بيدي أبي، قال: شبك بيدي أبي قال: شبك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى فذكره.
فالراوي عن ابن أبي يحيى هو بكر وهو ابن عبد الله بن الشرود وينسب إلى جده كما في رواية الحاكم وغيره، فيقال: بكر بن الشرود وروى أيضا عن مالك والثوري والكبار كذبه ابن معين وضعفه النسائي والدراقطني وغيرهما.
وقد جاءت رواية بكر بن الشرود لهذا الحديث عن إبراهيم بن أبي يحيى من طريق ابنه.
قال أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أبي زرعة وشبك بيدي قال: حدثنا محمد بن علي بن هاشم وشبك بيدي قال: حدثنا عبيد بن إبراهيم الصنعاني وشبك بيدي قال: حدثنا بكر بن الشرود وشبك بيدي قال: حدثنا ابن أبي يحيى وشبك بيدي، وقال ابن أبي يحيى: شبك بيدي صفوان بن سليم فذكره.
وعن عبد العزيز المذكور أحاديث عن أبيه عن جده بكر منها:
ما قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الطحان الرملي: حدثنا عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود قال: حدثني أبي عن جدي عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه وعطاء قالا: حدثنا ابن عباس -#487#
رضي الله تعالى عنهما- قال: حدثني الصعب بن جثامة -رضي الله تعالى عنه- أنه أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حمار وحش حين نزل الأبواء.
تفرد به بكر -والله أعلم- ورواية ابن مجاهد عن عطاء غريبة جدا إنما يروى عن أبيه مجاهد بن جبر وفي سماعه من أبيه كلام.
وقول المخرج عن هذا الحديث المسلسل بالتشبيك: ((حديث صحيح رواه مسلم)).
أي أصل الحديث من غير تسلسل فإنه مخرج في ((الصحيح)) من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد.
وأما الطريق المسلسلة بالتشبيك فإنها من رواية فيها جهالة عن بكر بن الشرود عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم عن أيوب .
وهذه طريق واهية جدا.
Bogga 486
فعبد العزيز وأبوه وجده كلهم ضعفاء فيما ذكره الدارقطني، وابن أبي يحيى مشهور ضعفه.
Bogga 487
ومنه في الحديث الرابع حديث وضع اليد على الكتف رواه المخرج مسلسلا بذلك عن أحمد بن عبد الكريم، عن التاج عبد الخالق، عن موفق الدين المقدسي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الباقي بن سليمان الحاجب.
هذا خطأ في موضعين إنما هو أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان بالتكبير وهو ابن البطي المشهور أحد مسندي بغداد ومكثريها، توفي سنة أربع وستين وخمسمائة عن سبع وثمانين سنة.
ومنه قوله في الحديث المذكور: ((أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ)).
إنما هو أبو سعد -بسكون العين المهملة تليها الدال المهملة من غير مثناة تحت قبل الدال- وهو الحافظ أبو سعد الماليني الهروي الصوفي.
ومنه في الحديث المذكور أيضا: ((أخبرنا أبو الحسن أحمد بن موسى الوكيل المكي.
إنما هو أحمد بن الحسن بن محمد المكي)).
والحديث مخرج من ((التذكرة)) لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وفيها: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن محمد المكي ويده على كتفي قال: حدثنا أبو عمرو هلال بن العلاء فذكره.
كذا وقع في روايتنا ب ((التذكرة)) أبو عمرو وإنما هو هلال بن العلاء بن هلال الباهلي الرقي الحافظ.
وقول المخرج: ((أبو محمد هلال بن العلاء غير معروف)).
وإنما أبو محمد كنية والده العلاء بن هلال بن عمر بن هلال محدث الجزيرة روى عنه ابنه المذكور مناكير فيما ذكره النسائي في ترجمة ولده هلال وقال:
Bogga 488
((فلا أدري الريب منه أو من أبيه)).
وقد رواه أبو الحسين بن محمد بن علي بن محمد ابن بريه عن شيخ الحميدي أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله ابن الحبال الحافظ، وذكر شيخ الماليني أنه أحمد بن الحسن بن أحمد المكي لكنه زاد في روايته عن المكي المذكور: ((قال: حدثني أبي ويده على كتفي قال: حدثنا أبو عمرو هلال بن العلاء)).
وذكر بقيته فلعله سمعه من أبيه عن هلال ثم سمعه من هلال والله تعالى أعلم.
وقد رواه عن الحافظ أبي إسحاق الحبال كنحو رواية الحميدي عنه بإسقاط والد المكي الفقيه أبو الفتح سلطان بن إبراهيم بن المسلم بن صدقة الشافعي قال: حدثنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال ويده على كتفي قال: حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني لفظا ويده على كتفي قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن عيسى الفرضي ويده على كتفي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن محمد المكي ويده على كتفي قال: أخبرنا أبو عمرو هلال بن العلاء فذكره.
سقط من إسناد هذا الحديث عند المخرج أيضا ذكر جبريل -عليه السلام- بعد قوله: حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويده على كتفي قال: حدثني الصادق الناطق رسول رب العالمين وأمينه على وحيه جبريل، ويده على كتفي قال: سمعت إسرافيل وذكر بقيته.
وهو ثابت في رواية الحميدي وابن بريه والفقيه سلطان عن الحبال عن أبي سعد الماليني.
ومنه في الحديث الخامس المسلسل بأشهد بالله وأشهد لله قوله:
Bogga 489
((لقد حدثني الحسن بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضى)) إلى آخر النسب.
في هذا نظر فإن أبا نعيم الأصبهاني خرجه في ((الحلية)) -ومن طريقه رواه المخرج- عن الحسن بن الهبل عن ابن البخاري إجازة عن أبي المكارم ابن اللبان كتابة عن الحداد عن أبي نعيم، قال في هذا الحديث بعد ذكر القاسم بن العلاء الهمداني: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني الحسن بن محمد بن علي بن موسى الرضى قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي محمد بن علي وذكر بقيته.
وإنما جاءت رواية الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق فيما رويناه مسلسلا في ((مسلسلات أبي محمد عبد الله بن عطاء الإبراهيمي الهروي)) عند عبد الرحمن بن أبي عبد الله الثقفي عن الحسين بن محمد الدينوري عن عبد الله بن إبراهيم الجرجاني، عن أبي الحسن محمد بن علي بن الحسين بن القاسم العلوي عن أحمد بن عبد الله الشيعي البغدادي قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني الحسن بن علي العسكري قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن محمد.
وساق الحديث عن آبائه وفيه بعد ذكر جبريل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح المحفوظ عن الله -تبارك وتعالى- يقول: ((شارب الخمر كعابد وثن)).
ومنه الحديث المسلسل بقول الراوي ((وأنا أحبك)) قال المخرج:
((هذا حديث صحيح الإسناد، والمسلسل أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه)) انتهى.
Bogga 490
في إسناده أبو عبدة الحكم بن عبدة، وقد ضعفه أبو الفتح الأزدي، وقد انفرد بتسلسل الحديث هذا فيما أعلم لأن أبا عبد الرحمن المقرئ، وابن وهب -وهما في الحفظ والإتقان هما- روياه عن حيوة بن شريح بغير تسلسل.
تابعهما كذلك أبو عاصم النبيل عن حيوة بنحوه.
ومنه في إسناد الحديث السابع حديث البراء -رضي الله تعالى عنه- مرفوعا: ((إذا أخذ أحدكم مضجعه)).
قال المخرج في إسناده بعد عبد الغفار الشيروي: ((أخبرنا أحمد بن الحسين الحيري قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأصم)).
وإنما هو ابن الحسن بالتكبير، وهو القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي الحيري توفي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة عن ست وتسعين سنة.
ومنه في الحديث الثامن المخرج من ((جزء الأنصاري)) بعد ذكر ابن عبد الباقي الأنصاري: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البرمكي.
إنما أحمد جده فهو إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن مهران البغدادي.
Bogga 491
ومنه بعد ذلك الحديث السابع عشر الذي رواه المخرج من ((مشيخة ابن البخاري الظاهرية)) المخرج من ((الغيلانيات)) وهو حديث أنس -رضي الله تعالى عنه-: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طريق ومعه أناس فعرضت له امرأة فقالت: يا رسول الله لي إليك حاجة .. .. ))، الحديث.
قال المخرج عنه:
((هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود عن محمد بن عيسى بن الطباع وكثير بن عبيد كلاهما عن محمد بن قيس الأسدي عن حميد)).
هذا وهم إنما هو كلاهما عن مروان -يعني ابن معاوية الفزاري- عن حميد.
قال أبو داود في ((سننه)):
حدثنا محمد بن عيسى وكثير بن عبيد قالا: حدثنا مروان -قال ابن عيسى: -حدثنا حميد عن أنس وذكر الحديث وفي آخره: وقال كثير عن حميد عن أنس -رضي الله تعالى عنه- انتهى.
وكذلك رواه يحيى بن معين قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن حميد عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - في حاجة لها وذكر الحديث.
ومنه في الحديث الثامن عشر الذي رواه المخرج من ((مشيخة ابن البخاري الظاهرية)) المخرج فيها الحديث من طريق الطبراني: حدثنا أبو مسلم الكجي قال: حدثنا أبو عاصم النبيل عن يزيد بن أبي عبيد وذكر الحديث ((من قال علي ما لم أقل)).
لم يقل الطبراني في روايته الكجي، ولا النبيل، وكان الأجود إتقانا وورعا أن تفصل الزيادة بنحو -وهو الكجي - وهو النبيل-.
Bogga 492
ومنه في كلام المخرج على الحديث المسلسل بقراءة سورة الصف فيما حكاه عن الترمذي فقال: قد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي، فرواه ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام -رضي الله تعالى عنه-.
انتهى ما حكاه المخرج ولفظ الترمذي في ((جامعه)):
((وقد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي، فروى ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن سلام أو عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام -رضي الله تعالى عنه-)).
هذا نص الترمذي.
وكذلك ما حكاه المخرج أيضا في الحديث عن الترمذي أنه قال: ((ورواه الوليد بن مسلم نحوا من رواية محمد بن كثير)).
إنما كلام الترمذي: ((وروى الوليد بن مسلم هذا الحديث عن الأوزاعي نحو رواية محمد بن كثير)) انتهى.
ومنه في إسناد قراءة القرآن العظيم قول المخرج:
((وقرأ هو جميع القرآن كذلك على الشيخ كمال الدين إبراهيم بن إسماعيل بن فارس التميمي)).
فأسقط اسم أبيه واسم أبي جده، فهو أبو إسحاق إبراهيم بن الشيخ نجيب الدين أبي العباس أحمد بن أبي الطاهر إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التميمي الإسكندري ثم الدمشقي.
وفي الإسناد أيضا أن شيخ الكارزيني أبو الحسن علي بن محمد بن صالح الهاشمي عن الأشناني.
Bogga 493
المعروف في إسناد حرف عاصم بن أبي النجود، من طريق عبيد بن الصباح عن حفص عنه من طريق الشيخ تقي الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علي بن سالم بن مكي المصري الشهير ب ((الصايغ)) شيخ شيوخنا عن ابن فارس المذكور عن أبي اليمن الكندي، وقرأ الكندي على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط الشيخ أبي منصور الخياط، وقرأ سبط الخياط على أبي الفضل عبد القاهر بن عبد السلام العباسي وغيره، وقرأ العباسي على أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني مقرئ الحرم، وقرأ الكارزيني على أبي العباس الحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المطوعي وتقدم ذكره، وقرأ المطوعي على أبي العباس أحمد بن سهل الفيرزان الأشناني، وقرأ الأشناني على عبيد بن الصباح المذكور.
ومنه في إسناد لبس الخرقة المباركة ذكر المخرج أنه لبسها من أبي حفص عمر بن أميلة عن الشيخ عز الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ محي الدين إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن سابور الواسطي الفاروثي.
وذكر المخرج أن الفاروثي لبسها من يد والده محي الدين إبراهيم المذكور قال: وهو لبسها من يد شيخه ومربيه الشيخ الإمام الصالح سيد مشايخ زمانه سيدي أحمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة المعروف بابن الرفاعي -رحمة لله تعالى عليه-.
كذا ذكر المخرج: ووجدته ذكره بنحوه بخطه وقد أسقط رجلا بين المذكورين فإن الشيخ عز الدين الفاروثي لبس الخرقة من أبيه، وأبوه لبسها من ابنه أبي حفص عمر بن الفرج وعمر المذكور لبسها من الشيخ أبي العباس ابن الرفاعي -رحمة الله عليه-.
Bogga 494
وعلى الصواب رويناها في ((مشيخة صفي الدين عبد الكريم ابن المخلص)) التي خرجها له في جزءين المحدث المفيد أبو عبد الله محمد بن يحيى بن سعد المقدسي قال فيها: وللشيخ عز الدين الفاروثي طريق أخرى وهو أنه لبسها من والده عن جده عن سلطان العارفين محي الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أحمد الرفاعي وذكر بقيته.
ومنه في إسناد الخرقة أيضا بعد ذكر السيد الجليل الشيخ عبد القادر الكيلاني -رحمة الله عليه- قال المخرج:
((وهو من الشيخ أبي سعيد المبارك بن علي المخرمي)).
كذا قال أبو سعيد وإنما هو بسكون العين تليها الدال فهو أبو سعد المبارك بن علي بن الحسين بن بندار المخرمي، وبكنيته يكنى (.. .. ) أبو سعد المبارك بن أبي الفضل يحيى بن أبي سعد المبارك المخرمي شيخ الشيوخ برباط الحريم الظاهري ببغداد توفي سنة أربع وستين وستمائة.
وفي إسناد الخرقة أيضا قال المخرج:
((عن أبي الفرج محمد بن عبد الله الطرسوسي وهو من الشيخ أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، وهو من أستاذه أبي بكر محمد بن خلف بن جحدر الشبلي)).
كذا ذكره وقد سقط بين التميمي والشبلي رجل، فإن أبا الفضل التميمي لبس الخرقة من والده عبد العزيز بن الحارث التميمي، وعبد العزيز لبسها من أستاذه أبي بكر الشبلي -رحمة الله عليه-.
Bogga 495
وكذا ذكره الإمام أبو المظفر يوسف السرمري شيخ المخرج حين روى لبس الخرقة من طريق الإمام موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة عن الشيخ عبد القادر عن أبي سعد المخرمي عن أبي الحسن علي بن أحمد الهكاري عن أبي الفرج الطرسوسي عن أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي وقال: ألبسني والدي عبد العزيز بن الحارث التميمي عن أبي بكر الشبلي -رحمة الله عليه-.
وفي إسناد الخرقة أيضا قال المخرج في نسب أبي النجيب السهروردي:
((قال عبد القاهر بن عبد الله بن سعد بن الحسين بن القاسم بن النضر بن القاسم بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنهم-)).
كذا نسبه المخرج وإنما هو كما أخبرنا المسند المحدث أبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان ابن الذهبي بقراءتي عليه بكفر بطنا، أخبرك أبو نصر محمد بن محمد بن محمد ابن الشيرازي سماعا قال: أنبأنا شيخ الشيوخ أبو عبد الله عمر بن محمد بن عبد الله البكري قال: أخبرنا عمي شيخ الإسلام ضياء الدين أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بعموية بن سعد بن الحسين بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه-.
هكذا ساقه أبو عبد الله السهروردي في أول ((مشيخته)) التي رويناها بهذا الإسناد وغيره.
ومنه في إسناد الحديث المسلسل بقول الراوي: ((وعدهن في يدي)) خرجه المخرج عن شيخنا أبي هريرة ابن الذهبي من طريق ((مسلسلات أبي القاسم التيمي)) قال المخرج في إسناد التيمي:
Bogga 496
((أخبرنا الإمام أبو محمد الحسين بن أحمد السمرقندي وعدهن في يدي قال: أخبرنا جعفر بن محمد المستغفري وعدهن في يدي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن علي العرزمي وعدهن في يدي قال: حدثنا علي بن أحمد بن الحسين العجلي وعدهن في يدي قال: حدثنا الحارث بن الحسن الطحان)).
وذكر بقيته.
كذا ساقه المخرج وقد انقلب عليه -والله أعلم- فإن التيمي قال في ((مسلسلاته)):
أخبرنا الشيخ أبو بكر ابن خلف وعدهن في يدي قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله وعدهن في يدي، وقال: عدهن في يدي أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة وقال لي: عدهن في يدي علي بن أحمد بن الحسين العجلي وقال لي: عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحان فذكره.
وهكذا رواه الحاكم شيخ شيخ التيمي في كتابه ((علوم الحديث)).
وخرجه هناد النسفي في ((مسلسلاته)) بشرطه عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الرزار عن جعفر بن محمد بن نصير الخواص عن علي بن أحمد بن الحسين العجلي عن حرب بن الحسن فذكره.
وقول المخرج فيه: ((الحارث بن الحسن الطحان)) وهم إنما هو حرب بعد الحاء المهملة راء ساكنة تليها موحدة كما تقدم عن الحاكم وغيره.
وكذا سماه الذهبي في ((الميزان)).
وهو كذلك في ((مسلسلات أبي الفرج ابن الجوزي)) رواه من طريق محمد بن عمر بن سلم الجعابي وعلي بن الحسين السواق، وهو علي بن أحمد العجلي المذكور، الجميع قالوا: حرب بن الحسن.
Bogga 497
وكذلك رواه الحسن بن محمد الخلال مسلسلا عن أبي القاسم علي بن الحسين بن علي العرزمي الكوفي عن أبي الهيثم أحمد بن محمد بن عون الكندي عن علي بن أحمد بن الحسين العجلي عن حرب بن الحسن فذكره.
ومنه في إسناد حديث التهليل الذي رواه المخرج مسلسلا بتراجم الرواة هو في ((نسخة علي بن موسى الرضا)) قال فيه:
((عن أبي طاهر الزيادي حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علي إمام عصره)).
وذكر بقيته.
إنما كنية البلاذري هذا أبو محمد وكذا قاله الحاكم أبو عبد الله في جزئه المعروف ب ((المائة)) وسماه: ((فوائد الفوائد)):
حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري الحافظ وذكره.
قال الحاكم: ((لم نكتبه إلا عنه)).
ورواه الحاكم أيضا في كتابه ((الأحاديث الألف التي يعز وجودها)) فقال:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الجلال الرومي قال: حدثني أبو محمد البلاذري قال: حدثنا الحسن بن محمد بن علي إمام عصره قال: حدثني أبي محمد بن علي السيد المحجوب فذكره.
وكذا كناه أبا محمد الحافظ أبو طاهر السلفي في كتابه ((شرط القراءة على الشيوخ)).
والبلاذري هذا هو الصغير استشهد بالطابران على مرحلة من نيسابور في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
Bogga 498
أما البلاذري الكبير فمن طبقة أبي داود السجستاني، اسمه أحمد بن يحيى بن جابر أبو جعفر، وقيل: أبو الحسن أخباري شاعر له تاريخ وغيره.
نعم في شيوخ أبي طاهر الزيادي أبو حامد أحمد بن محمد وهو ابن بلال الذي روى عنه الحديث المسلسل بالأولية.
ومنه في إسناد الحديث المسلسل بالضيافة على الأسودين التمر والماء.
رواه المخرج مسلسلا عن محمد بن محمد بن مسعود عن والده عن إسماعيل بن المظفر بن محمد عن أبي المفاخر عمر بن المظفر بن روزبهان عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن شابور عن أبي المبارك عبد العزيز بن محمد بن منصور عن أبي مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد عن أبي منصور عبد الله بن إبراهيم بن عيسى المالكي عن أبي الحسن علي الصقيلي عن أبي شيبة أحمد بن إبراهيم المخرمي العطار عن جعفر بن محمد بن عاصم الدمشقي عن نوفل بن إهاب عن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن آبائه -عليهم السلام- عن علي -رضي الله عنه- مرفوعا:
((من أضاف مؤمنا فكأنما أضاف آدم، ومن أضاف اثنين فكأنما أضاف آدم وحوى، ومن أضاف ثلاثة فكأنما أضاف جبريل وميكائيل وإسرافيل)) وذكر باقي الحديث.
كذا اختصر متنه المخرج وتمامه إلى العشرة فآخره:
((ومن أضاف عشرة كتب الله له أجر من صام وصلى وحج واعتمر إلى يوم القيامة)).
وقال المخرج:
((وهو حديث غريب جدا لم يقع لنا من هذا الوجه إلا بهذا الإسناد)) انتهى.
Bogga 499
فقوله في الإسناد: ((أبو شيبة أحمد بن إبراهيم المخرمي العطار)) فيه أمران:
أحدهما: أن إبراهيم جده فهو أحمد بن أحمد بن إبراهيم هكذا قاله الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني العطار.
رواه أبو بكر محمد بن يوسف ابن مسدي عن الفخر محمد بن إبراهيم الفارسي عن أبي العلاء.
والثاني: قوله: ((المخرمي العطار)) فالعطار هو الراوي عن أبي شيبة المذكور وهو أبو الحسن علي بن الحسن بن جعفر بن كرنيب الواعظ العطار المخرمي أيضا.
وفي إسناد الحديث شيء آخر وهو قوله: ((عن نوفل بن إهاب)).
قوله: ((نوفل)) تصحيف وإن كان قد ذكره أبو بكر محمد ابن مسدي في ((مسلسلاته)) هكذا إنما هو بميمين، مؤمل بن إهاب العجلي الكوفي نزيل الرملة المحدث المشهور وهو شيخ أبي داود والنسائي، وهو صاحب القداح المذكور صدوق فيما قاله أبو حاتم وغيره.
وشيخ القداح وإن كان ذاهب الحديث فيما ذكره البخاري، وواهي الحديث فيما ذكره أبو زرعة الرازي فحاله ترتفع عن هذا الحديث والمتهم به فيما أرى -والله أعلم- شيخ أبي منصور المالكي وهو أبو الحسن ابن كرنيب العطار فإنه متهم بالكذب والوضع توفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
Bogga 500
ومنه في أول إسناد المسلسل بالآذان في الأذن، الذي رواه المخرج عن الشيخ جمال الدين السرمري مشافهة قال: أخبرنا شيخنا الإمام أبو الثناء محمود بن محمد بن محمود المقري قال: أخبرنا شيخنا أبو أحمد عبد الصمد بن أحمد بن أبي الحسن وذكر بقيته.
أبو الثناء المذكور إنما هو محمود بن علي بن محمود كما يأتي بيانه -إن شاء الله تعالى-.
ومنه ما ذكره المخرج في آخر هذا الحديث بعد ذكر عبد الصمد ((قال أبو الربيع: جربته فوجدته كذلك)). وذكر بقيته.
فقوله: ((الربيع)) وهم إنما هو أبو الثناء وهو محمود المذكور أولا، وهو ابن علي بن محمود بن مقبل بن سليمان الدقوقي محدث بغداد توفي سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة عن ست وستين سنة حدثونا عنه.
وقول المخرج في الكلام على الحديث المذكور:
((لم أر في رجاله من تكلم فيه بقدح)).
كأنه لم يقف على ترجمة أبي عبد الرحمن السلمي الصوفي راوي هذا الحديث وهو محمد بن الحسين قال الذهبي:
((تكلموا فيه وليس بعمدة)).
قاله في ((الميزان)).
وحكى عن الخطيب عن محمد بن يوسف القطان أن السلمي كان يضع الأحاديث للصوفية.
ووقفت على كلام الخطيب في ((تاريخ بغداد)) فقال:
Bogga 501
((وقال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئا يسيرا فلما مات الحاكم أبو عبد الله ابن البيع حدث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه، قال: وكان يضع للصوفية الأحاديث)).
قال الخطيب: ((قلت: قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل ومحله في طائفته كبير، وقد كان مع ذلك صاحب حديث مجود جمع شيوخا وتراجم وأبوابا)). انتهى.
ومنه في حديث آية الكرسي الذي رواه عن أبي المظفر السرمري مشافهة قال: أخبرنا أبو الثناء محمود بن محمد الدقوقي وذكر بقيته.
إنما هو أبو الثناء محمود بن علي، وتقدم التنبيه عليه مع أن المخرج ذكره على الصواب في أول الحديث الثاني من الجزء.
وقوله في الكلام على الحديث في آية الكرسي: ((حديث صالح الإسناد)) ليس كذلك فإن عثمان بن أبي العاتكة أحد رواته ضعفه يحيى بن معين والنسائي.
وشيخه علي بن يزيد هو الألهاني، ليس بثقة فيما قاله النسائي.
وقال الدارقطني: ((متروك))، ووهاه غيرهما.
والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أعاجيب فيما ذكره أحمد بن حنبل وهذا منها والله تعالى أعلم.
Bogga 502