يا من عُلاهُ دَرَّتْ ... بكل نائل
خذها إليك جَرَّت ... ذَيْلَ الخمائل
وفي حُلاك أزرت ... بِقَوْلِ قائل
يا منزل الغزالِ ... حُييتَ منزلا فما أُرَى بسال عنه وإن سلا
وكتبت إلى السيادة الخطيبية، وقد وصل ولدها إلى سلا، ومنعني عن لقائه عذر من مرض، وكان نزوله بزاوية النساك
صدّني عن لقاء نجلك عذر ... يمنع الجسم عن تمام العباده
واختصرت القِرى لأن حط رحلًا ... في محل الغنى ودار الزهاده
ولو أني احتفلت لم يُعِن الدهر ولا نلت بعض بعضٍ أراده
وعلى كل حالة فقصوري ... عادة إذ قبولك العذر عاده
لا عدمت الرضى من الله والحسنى ... كما نص وحيه والزياده
وخاطبت من قَصَّر في حاجتي:
من لا نصيبَ لصحبه في خَيْرِه ... وإذا سَعَى لم يَقْضِ حاجةَ غيره
فاقصد أباهُ متى أردتَ وقُلْ لَهُ ... اللهُ يُلهِمُهُ العزاءَ بأَيْرِه
وقلت في غرض التورية أَرثي أحد الفضلاء بالعدوة واسمه الحسن:
أشكو إلى الله من بَثِّي ومن شَجَنِي ... لم أَجْنِ مِنْ مِنَحِي شيئًا سِوَى مِحَنِ
أَصَابَتْ الحَسَنَ العَيْنُ التي رَشَقَتْ ... وعادةُ العَيْنِ لا تُضْمِي سِوَى الحَسَنِ
ومما راجعتُ به أحد الفضلاء عن مكاتبةٍ وردت منه:
يا من تقلد للعَلاَءِ سُلوكًا ... والمَجْدُ صَيَّر نَهْجَهُ مَسْلُوكَا
كاتبته متفضِّلًا فَمَلَكْتَني ... لا زلتُ منك مُكاتَبًَا مملوكا
وأطلَّت ليلة الميلاد المعظم بوقع العمل على رسم ما قبله، ونظمت قصيدة وجهت نظيرها إلى الباب السلطاني، تولَّى الولد النيابة في عرضها مُعطفة - والفضل لله - جانبَ التقديم مُحْصبَة التنفيق، معقبة بسَنِي الخلعة وهي:
تَأَلَّقَ نَجْدِيًَّا فَأَذْكَرَنِي نَجْدًَا ... وهاجَ بي الشوقَ المُبَرِّحَ والوَجْدَا
وَمِيضٌ رأى بُرْد الغمامة مُغْفَلا ... فمدَّ يدًا بالتير أعلمت البُرْدَا
تبسَّم في بحرية قد تجهمت ... قما بذلت وصلًا ولا ضربت وعدا
وراودَ منها فاركًا قد تمنَّعت ... فأهوى لها نصلًا وهددها رعدا
وأغرى بها كفَّ الغلابِ فأصبحَتْ ... ذَلُولًا ولم تسطِعْ لإمرته ردا
فحُلَّتها الحمراء من شَفَق الضحى ... نَضَاها وحلَّ المُزْن من جيدها عقدا
لك الله من برقٍ كأّنَّ وميضَهُ ... يد الساهر المقرور قَدْ قَدَحَتْ زندا
تعلَّم من سكانه شِيمَ الندى ... فغادَرَ أجراع الحمى روضةً تَنْدَى
وتوَّج من نُوَّارها قُنَن الرُّبَا ... وخَتَّم من أزهارها القُضُبَ المُلْدَا
لسرعان ما كانت مناسفَ للصَّبا ... فقد ضحكت زهرًا وقد خجلت وردا
بلادٌ عهدنا في قرارتها الصِّبا ... يقلُّ لذاك العهد أن يألف العهدا
إذا ما النسيم اعتلَّ في عَرَصَاتِها ... تناول فيها البانَ والشِّيحَ والرندا
فكم في مجاني ورْدها من علاقة ... إذا ما استثيرت أرضها أنبتت وَجْدَا
أو استشعرتْهَا النفسُ عاهدت الجوى ... أو التَمَحَتْهَا العينُ عاقرت السُّهْدَا
ومن عاشقٍ حرٍ إذا ما استماله ... حديثُ الهوى العُذريِّ صيَّرَهُ عبدا
ومن ذابل يحكي المحبين رقة ... فيثنى إذا ما هبَّ عَرْفُ الصَّبا قَدَّا
سقى الله نجدًا ما نَضَحْتُ بذكرها ... على كبدي إلا وجدت لها بردا
وآنسَ قلبي فهو للعهد حافظٌ ... وقلَّ على الأيام مَنْ يحفظ العهدا
صبورٌ وإن لم يبق إلا ذبالةٌ ... إذا استقبلت مَسْرَى الصبا اشتعلت وقدا
خفوقٌ إذا الشوقُ استجارَ كتيبةً ... تجُوسُ ديارَ الصبر كان لها بَنْدَا
وقد كنتُ جَلْدًا قبل أَنْ يُذْهِبَ النَّوى ... ذَمائي وأن يستأصل العَظْمَ والجلدا
أأَجْحَدُ حقَّ الحُبّ والدمعُ شاهدٌ ... وقد وقَع التسجيلُ من بعد ما أدى
تناثر في إثر الحُمُول فريده ... فلله عينَا مَنْ رأى الجوهر الفردا
جَرَى يَقَقًا في ملعب الخَدِّ أَشْهَبَا ... وأجهده رَكْضُ الأسى فجرى وَرْدَا
1 / 47