Nubuwwat
النبوات
Tifaftire
عبد العزيز بن صالح الطويان
Daabacaha
أضواء السلف،الرياض
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م
Goobta Daabacaadda
المملكة العربية السعودية
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
وكان ابن خزيمة وغيره على القول المعروف للمسلمين وأهل السنّة: أنّ الله يتكلّم بمشيئته وقدرته، وكان قد بلغه عن الإمام أحمد أنّه كان يذمّ الكلابيّة، وأنّه أمر بهجر الحارث المحاسبي١ لما بلغه أنه على قول ابن كلاب٢. وكان يقول: حذروا عن حارث الفقير؛ فإنّه جهميّ٣. واشتهر هذا عن أحمد٤.
١ هو الحارث بن أسد المحاسبي، أبو عبد الله. من شيوخ الصوفية. قال عنه الذهبي: صدوق في نفسه. وقد نقموا عليه بعض تصوفه وتصانيفه. سير أعلام النبلاء١٢/١١٠-١١٢. وقال شيخ الإسلام ﵀: "وبسبب مذهب ابن كلاب هجره الإمام أحمد بن حنبل، وقيل تاب منه". منهاج السنة النبوية ١/٤٢٤. وانظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١٢/٣٦٨.
وقد نقل ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص٢٤٠ عن أبي عبد الرحمن السلمي - صاحب طبقات الصوفية ت ٤١٢ أنه قال "وتكلم الحارث المحاسبي في شيء من الكلام والصفات، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى إلى أن مات".
٢ في «ط»: ابن كلام. وهو خطأ مطبعيّ.
٣ لم أجد هذه العبارة بنصها فيما اطلعت عليه من مصادر. ولكن ذكر أبو يعلى في الطبقات: عن الإمام أحمد أنه قال: "حارث أصل البليّة.... ما الآفة إلاّ حارِث..... حذّروا عن حارث أشدّ التحذير..". الطبقات ١/٦٢-٦٣.
ونقل ابن الجوزي عن الخلال في كتابه السنة، عن أحمد بن حنبل أنه قال: "احذروا من الحارث أشد التحذير.. الحارث أصل البلية - يعني في حوادث كلام جهم - ذاك جالسه فلان وفلان، وأخرجهم إلى رأي جهم، وما زال مأوى أصحاب الكلام.. حارث بمنزلة الأسد المرابط، انظر: أي يوم يثب على الناس".
تلبيس إبليس ص ٢٤٠.
٤ لعل كلمة الإمام أحمد ﵀ فيه قبل أن يتوب ويرجع كما ذكر ذلك ابن تيمية ﵀..
قال شيخ الإسلام ﵀: "وكان الحارث المحاسبي يوافقه - أي ابن كلاب، ثم قيل إنه رجع عن موافقته؛ فإنّ أحمد بن حنبل أمر بهجر الحارث المحاسبي وغيره من أصحاب ابن كلاب لما أظهروا ذلك.. كما أمر السري السقطي الجنيد أن يتقي بعض كلام الحارث. فذكروا أنّ الحارث ﵀ تاب من ذلك، وكان له من العلم والفضل والزهد". مجموع الفتاوى ٦/٥٢١-٥٢٢. وانظر: المصدر نفسه ١٢/٣٦٨، ١٧/٥٦. ودرء تعارض العقل والنقل ٢/٦، ٧/١٤٨-١٤٩. ومنهاج السنة النبوية ١/٤٢٤.
وقال أيضًا ﵀: "وكان الناس قبل أبي محمد بن كلاب صنفين؛ فأهل السنة والجماعة يُثبتون ما قام بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها. والجهميّة من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا. فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة به، ونفى أن يقوم به ما يتعلّق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها. ووافقه على ذلك أبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري، وغيرهما. وأما الحارث المحاسبي: فكان ينتسب إلى قول ابن كلاب، ولهذا أمر أحمد بهجره، وكان أحمد يحذر عن ابن كلاب وأتباعه، ثم قيل عن الحارث: إنه رجع عن قوله". درء تعارض العقل والنقل ٢/٦. وانظر: مجموع الفتاوى ١٢/٣٦٦-٣٦٨.
1 / 269